ترضى بذلك، وإلا فما بدا لك فافعل، فسمعوا خوارا (1) في السماء، فإذا هم بطائر أعظم من النسر، أسود الظهر، وأبيض البطن والرجلين، فغرز مخالبه في قفا الحية، ثم انطلق بها يجرها (2)، وذنبها أعظم من كذا وكذا، ساقط (3) حتى (4) انطلق بها نحو أجياد، فهدمتها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة، إذ ضاقت (5) عليه النمرة، فذهب يضع النمرة على عاتقه، فبدت عورته من صغر النمرة، فنودي يا محمد! خمر عورتك، فلم ير عريانا بعد ذلك، وكان بين الكعبة (6) وبين ما أنزل الله عليه خمس سنين، وبين مخرجه وبنائها خمس عشرة سنة (7)، فلما كان
(١٠٣)