عن بعض شيوخهم كذلك وعن أكثرهم وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلاهما صحيح لكن الأول شهر في الرواية وأظهر في المعنى وقد قال في الرواية التي بعد هذه عن حنظلة الكاتب قوله (يذكرنا بالنار والجنة كانا رأى عين) قال القاضي ضبطناه رأى عين بالرفع أي كأنا بحال من يراها بعينه قال ويصح النصب على المصدر أي نراها رأى عين قوله (عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات) هو بالفاء والسين المهملة قال الهروي وغيره معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به أي عالجنا معايشنا وحظوظنا والضيعات جمع ضيعة بالضد المعجمة وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة وروى الخطابي هذا الحرف عانسنا بالنون قال ومعناه لاعبنا ورواه ابن قتيبة بالشين المعجمة قال ومعناه عانقنا والأول هو المعروف وهو أعم قوله (نافق حنظلة) معناه أنه خاف أنه منافق حيث كان يحصل له الخوف في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ويظهر عليه ذلك مع المراقبة والفكر والاقبال على الآخرة فإذا خرج اشتغل
(٦٦)