قصدته ويحتمل أن المراد تعليم الأمة الدعاء قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك أسلمت وبك آمنت معناه لك انقدت وبك صدقت وفيه إشارة إلى الفرق بين الايمان والاسلام وقد سبق إيضاحه في أول كتاب الايمان وقوله صلى الله عليه وسلم وعليك توكلت أي فوضت أمري إليك واليك أنبت أي أقبلت بهمتي وطاعتي وأعرضت عما سواك وبك خاصمت أي بك أحتج وأدفع وأقاتل قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار أما أسحر فمعناه قام في السحر أو انتهى في سيره إلى السحر وهو آخر الليل واما سمع سامع فروى بوجهين أحدهما فتح الميم من سمع وتشديدها والثاني كسرها مع تخفيفها واختار القاضي هنا وفى المشارق وصاحب المطالع التشديد وأشار إلى أنه رواية أكثر رواة مسلم قالا ومعناه بلغ سامع قولي هذا لغيره وقال مثله تنبيها على الذكر في السحر والدعاء في ذلك وضبطه الخطابي وآخرون بالكسر والتخفيف قال الخطابي معناه شهد شاهد على حمدنا الله تعالى على نعمه وحسن بلائه وقوله ربنا صاحبنا وأفضل علينا أي احفظنا وحطنا واكلانا وأفضل علينا بجزيل نعمك واصرف عنا كل مكروه وقوله عائذا بالله من النار
(٣٩)