شرح مسلم - النووي - ج ١ - الصفحة ١٠٥
إذا ذاك سائل يتكفف الناس من زمن طاعون الجارف وفى رواية الأخرى قبل الجارف) أما أبو داود هذا فاسمه نفيع بن الحارث القاص الأعمى متفق على ضعفه قال عمرو بن علي هو متروك وقال يحيى بن معين وأبو زرعة ليس هو بشئ وقال أبو حاتم منكر الحديث وضعفه آخرون وقوله ما سمع منهم يعنى البراء وزيدا وغيرهما ممن زعم أنه روى عنه فإنه زعم أنه رأى ثمانية عشر بدريا كما صرح به في الرواية الأخرى في الكتاب وقوله يتكفف الناس معناه يسألهم في كفه أو بكفه ووقع في بعض النسخ يتطفف بالطاء وهو بمعنى يتكفف أي يسأل في كفه الطفيف وهو القليل وذكر ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل وغيره يتنطف ولعله مأخوذ من قولهم ما تنطفت به أي ما تلطخت وأما طاعون الجارف فسمى بذلك لكثرة من مات فيه من الناس وسمى الموت جارفا لاجترافه الناس وسمى السيل جارفا لاجترافه على وجه الأرض والجرف الغرف من فوق الأرض وكشح ما عليها وأما الطاعون فوباء معروف وهو بثر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حوله أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقئ وأما زمن طاعون الجارف فقد اختلف فيه أقوال العلماء رحمهم الله اختلافا شديدا متباينا تباينا بعيدا فمن ذلك ما قاله الامام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في أول التمهيد قال مات أيوب السختياني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة في طاعون الجارف ونقل ابن قتيبة في المعارف عن الأصمعي أن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير سنة سبع وستين وكذا قال أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب التعازي أن الطاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير رضي الله عنهما سنة سبع وستين في شوال وكذا ذكر الكلاباذي في كتابه في رجال البخاري معنى هذا فإنه قال ولد أيوب السختياني سنة ست وستين وفى قول انه ولد قبل الجارف بسنة وقال القاضي عياض في هذا الموضع كان الجارف سنة تسع عشرة ومائة وذكر الحافظ عبد الغنى المقدسي في ترجمة عبد الله بن مطرف عن يحيى القطان قال مات مطرف بعد طاعون الجارف وكان الجارف سنة سبع وثمانين وذكر في ترجمة يونس بن عبيد أنه رأى أنس بن مالك وأنه ولد بعد الجارف ومات سنة سبع
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 التعريف بالامام مسلم نسبه. شيوخه. من روي عنه. اجماع العلماء على إمامته التعريف بالامام مسلم 6
2 سفره إلى الأقطار في طلب العلم التعريف بالامام مسلم 7
3 مصنفاته. وفاته التعريف بالامام مسلم 8
4 التعريف بالامام النووي نسبه. مولده. ابتداء اشتغاله. حرصه على العلم. شيوخه التعريف بالامام النووي 9
5 تلاميذه. اجتهاده. حفظه. زهده. تصانيفه التعريف بالامام النووي 10
6 ورعه. مواقفه مع الملوك في الامر بالمعروف. وفاته التعريف بالامام النووي 11
7 مقدمة الشارح بيان اسناد الكتاب وحال رواته 6
8 الموازنة بين البخاري ومسلم رضي الله عنهما 14
9 فضل صحيح مسلم وترتيبه 15
10 تعريف الأحاديث المعلقة 17
11 صحة أحاديث هذا الكتاب 19
12 عناية الامام مسلم بضبط اختلاف الرواة 22
13 تقسيم الامام مسلم للأحاديث 23
14 دقة الامام مسلم في التخريج 25
15 بيان الكتب المخرجة على صحيح مسلم 26
16 بيان الحديث الصحيح 27
17 بيان الحديث الحسن والضعيف 29
18 بيان المنقطع والمرسل والمرفوع والموقوف 30
19 الاسناد المعنعن 32
20 أقسام التدليس 33
21 بيان الناسخ والمنسوخ ومعرفة الصحابي والتابعي 35
22 ضبط الأسماء المتكررة 39
23 الكلام على الحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 43
24 المراد من علم الحديث 47
25 تقسيم الامام مسلم للاخبار 48
26 حال بعض الرواة 52
27 باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 65
28 باب النهي عن الحديث بكل ما سمع 72
29 باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها 76
30 باب بيان أن الاسناد من الدين 84
31 وصول ثواب الصلاة والصيام وقراءة القرآن للميت 90
32 الكشف عن معايب رواة الحديث 91
33 باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن 127
34 كتاب الايمان تعريف الايمان والاسلام 145
35 الايمان يزيد و ينقصر 146
36 الايمان قول وعمل 147
37 كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا 148
38 لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب 150
39 اتقان الامام مسلم واحتياطه وتدقيقه 151
40 أول من قال بالقدر 153
41 اثبات القدر 154
42 أمارات الساعة 158
43 باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الاسلام 166
44 النهي عن الحلف بغير الله تعالى 168
45 باب بيان الايمان الذي يدخل به الجنة 172
46 باب بيان أركان الاسلام ودعائمه العظام 176
47 باب الامر بالايمان 179
48 ذكر وقد عبد القيس 181
49 بيان الدباء والختم والنقير والمقير 185
50 جواز المدح في الوجه 195
51 باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الاسلام 196
52 باب الامر بقتال الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله 200
53 وجوب قتال تارك أحد أركان الاسلام 203
54 الكلام على توبة الزنديق 207
55 فضل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه 211
56 باب الدليل على صحة اسلام من حضره الموت ما لم يغرغر 213
57 وفاة أبي طالب و ما نزل في شأنه 214
58 باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا 217
59 من مات تائبا حرم على النار 220
60 عقائد التوحيد 227
61 حق الله على العباد 231
62 حق العباد على الله 232
63 جواز كتابة الحديث 244