مصنفاته:
صنف مسلم رحمه الله في علم الحديث كتبا كثيرة. منها هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم وله الحمد والنعمة والفضل والمنة به على المسلمين أبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين مع ما أعد له من الاجر الجزيل في دار القرار وعم نفعه المسلمين قاطبة. ومنها الكتاب المسند الكبير على أسماء الرجال. وكتاب الجامع الكبير على الأبواب. وكتاب العلل وكتاب أوهام المحدثين. وكتاب التمييز. وكتاب من ليس له الا راو واحد. وكتاب طبقات التابعين. وكتاب المخضرمين وغير ذلك. قال الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصر هما وفي رواية في معرفة الحديث.
ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله والطلع على ما أودعه في اسناده وترتيبه وحسن سياقه وبديع طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الروايات وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها وكثرة اطلاعه واتساع روايته وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات واللطائف الظاهرات والخفيات علم أنه امام لا يلحقه من بعد عصره وقل من يساويه بل يدانيه من أهل دهره. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وقد اقتصرت من أخباره رضي الله عنه على هذا القدر فان أحواله رضي الله عنه ومناقبه ومناقب كتابه لا تستقصي لبعدها عن أن تحصى. وقد دللت بما ذكرت من الإشارة إلى حالته على ما أهملت من جميل طريقته. والله الكريم أسأل أن يجزل في ثوبه ويجمع بيننا وبينه مع أحبابنا في دار كرامته بفضله وجوده ورحمته.
وفاته:
توفى مسلم رحمه الله تعالى بنيسابور سنة أحدي وستين ومائتين. قال الحاكم أبو عبد الله في كتاب المزكيين سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ رحمه الله يقول توفى مسلم رحمه الله عشية الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة أحدي وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة رضي الله عنه.