وانهم مبرأون من الخطأ والزلل، فمن لا ادراك له لفهم العصمة من هذه التعبيرات، فليستفدها من أمثال قوله (ص): (ألا وان الله عصمهم من الضلالة، وطهرهم من الفواحش) الخ، وهذا النمط من الأخبار المعتبرة كثيرة مغنية للقاصرين عن المراجعة إلى حديث الثقلين وحديث مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، وغيرهما مما هو على سياقهما.
وإذا تصورت هذا وعرفته، تنكشف لك ضلالة من رمى الامامية بالغلو، لقولهم بعصمة الأنبياء والأئمة، ولم يدر التائه ان الامامية أخذوا هذا من رسول الله (ص) والرسول أخذه من الله جل وعلا، فإن كان هذا غلوا فان الله ورسوله غاليان، فما ذنب الامامية.
وقال الإمام الحسن عليه السلام في خطبة له: ان الله لم يبعث نبيا الا اختار له نقيبا ورهطا وبيتا، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد الا نقصه الله من عمله مثله، ولا تكون علينا دولة الا وتكون لنا العاقبة، ولتعلمن نبأه بعد حين.
راجع ترجمة الإمام الحسن (ع) وذكر خلافته من مروج الذهب للمسعودي: ج 2 ص 431 ط بيروت. وفي ط ج 2 ص 306.
ثم قال المسعودي، ومن خطبه (ع) في بعض مقاماته أنه قال: نحن حزب الله المفلحون، وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم (34) الأقربون وأهل بيته الطاهرون الطيبون، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعول عليه في كل شئ، لا يخطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله والرسول