نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٢
سبيل من ركن إليها، وطمست الغفلة على قلوبهم (17) حتى أتاهم من الله ما لم يحتسبوا. وأخذوا بغتة وهم لا يشعرون.
وقد كان قبلكم قوم خلفوا أنبياءهم باتباع آثارهم (18) فإن تمسكتم بهداهم واقتديتم بسنتهم لم تضلوا.
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم (19) خلف فيكم كتاب الله وأهل بيته فعندهم علم ما تأتون وما تتقون (20) وهم

(١٧) أي استولت الغفلة على قلوبهم فتمركزت عليها وغطتها، فغيرتها من جهتها إلى جهة لا ينتفع بها، فلم قلوب لا يفقهون بها.
(١٨) أي قاموا مقام أنبياءهم بمتابعة ما جاءوا به: ولم يدعوا أن يموت ذكرهم فهدوا واهتدى بهم الآخرون، وهذا حث منه (ع) لمتابعة الشريعة، والاخذ بسنن النبي (ص).
(١٩) قد تقدم الوجه في حذفهم كلمة (آل) وعدم عطفها على النبي عند الصلوات.
(٢٠) أي ان النبي (ص) جعل خليفته والقائم مقامه القرآن وأهل بيته المعصومين، فكل أمر كان مرجعه إلى النبي، لابد أن يؤخذ من القرآن وعترة النبي (ص) وبما أن القرآن صامت وذو وجوه وفيه محكم ومتشابه، فلا بد من مراجعة العترة الطاهرة، الناطقين بأمر الله، إذ عندهم علم ما ينبغي أو يجب أن يؤتى به، وعلم ما ينبغي أو يجب أن يتقى ويجتنب منه.
وهذا الكلام منه (ع) ارشاد وإشارة إلى حديث الثقلين المتواتر عن النبي (ص) بين المسلمين، وعليك بمراجعة عبقات الأنوار والغدير وغاية المرام، فان فيها ما يشتهيه كل من أراد النجاة.
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست