نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٨ - الصفحة ٣٥١
ولا سمعت انسانا محاربا مثله، وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراجان، وهو يتوقف على شرذمة شرذمة يحضهم ويحثهم إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف (كتية خ ل) من المسلمين، فقال:
معاشر الناس استشعروا الخشية وأميتوا الأصوات وتجلببوا بالسكينة وأكملوا اللامة (4) وقلقلوا السيوف في الغمد قبل السلة (5) والحظوا الشزر، واطعنوا الخزر ونافجوا بالظبا وصلوا السيوف بالخطا (6) والرماح بالنبال فإنكم

(4) وفى نهج البلاغة: (معاشر المسلمين) الخ.. استشعروا الخشية أي اجعلوا خشية الله شعارا لكم. والشعار من الثياب: ما يلي البدن وتلصق بالشعر، والجلباب ما يتغطى به من فوق الثياب. و (تجلببوا بالسكينة) أي اجعلوا الوقار جلبابا لكم. واللامة - كضربة - والجمع لام ولؤمة - كعلس وصرد -: الدرع، واكمالها ان يزاد عليها البيضة ونحوها، وقد يراد من اللامة مطلق آلات الحرب، فاكمالها - على هذا -: استيفاؤها.
(5) وفى نهج البلاغة: (وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلها) وهو أظهر، قلقلوا أي حركوا. والسل - كشر -: الانتزاع، يقال: (أتيناهم عند السلة) بالفتح على المرة و (عند السلة) بالكسر على النوع أي أتيناهم عند استلال السيوف.
(6) وفى النهج: (والحظوا الخزر، واطعنوا الشزر) وهو أظهر، أقول:
(الحظوا) أمر من قولهم: - (لحظ - لحظا ولحضانا - كضربا ورمضانا - فلانا والى فلان: نظر إليه بمؤخر العين عن يمين ويسار. ويقال: (شزر - شزرا) الرجل - واليه: نظر إليه بجانب عينيه مع اعراض أو غضب.
وشزر فلانا: طعنه عن يمينه وشماله. و (اطعنوا) أمر من (طعنه طعنا) من باب - نصر ومنع - بالرمح: ضربه ووخزه به. ويقال: (خزر خزرا) - من باب نصر -: نظر بمؤخر عينه وتداهى، فهو خازر. و (تحازر):
ضيق جفنه ليجدد النظر. و (نافجوا) أي خاصموا وضاربوا. و (الظبي) جمع ظبة وهو طرف السيف وحده. و (الخطا) جمع الخطوة وهي القدم
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست