وأما عائشة فأدركها رأي النساء وشئ كان في نفسها علي يغلي في جوفها كالمرجل ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل، ولها بعد ذلك حرمتها الأولى، والحساب على الله، يعفوا عمن يشاء ويعذب من يشاء (18).
فرضي بذلك أصحابه وسلموا لامره بعد اختلاط شديد، فقالوا: يا أمير المؤمنين حكمت والله فينا بحكم الله، غير أنا جهلنا، ومع جهلنا لم نأت ما يكره أمير المؤمنين. وقال ابن يساف الأنصاري (19):
إن رأيا رأيتموه سفاها * لخطأ الايراد والاصدار ليس زوج النبي تقسم فينا * ذاك زيغ القلوب والابصار فاقبلوا اليوم ما يقول علي * لا تناجوا بالاثم في الاسرار