يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة، أو يقيم عليها حدا لملعون كافر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، إن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لا تجوز عليهم شهادة، لأنهم معصومون من كل سوء، مطهرون من كل فاحشة; حدثني يا عمر، من أهل هذه الآية؟! لو أن قوما شهدوا عليهم، أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرأون منهم ويحدونهم؟! قال: نعم، وما هم وسائر الناس في ذلك إلا سواء!
قالت، كذبت وكفرت، ما هم وسائر الناس في ذلك سواء، لأن الله عصمهم وأنزل عصمتهم وتطهيرهم، وأذهب عنهم الرجس، فمن صدق عليهم فإنما يكذب الله ورسوله.
فقال أبو بكر: أقسمت عليك يا عمر لما سكت; فلما أن كان الليل أرسلا إلى خالد ابن الوليد، فقالا: انا نريد أن نسر إليك أمرا ونحملكه لثقتنا بك، فقال: احملاني على ما شئتما فإني طوع أيديكما، فقالا له: إنه لا ينفعنا ما نحن من الملك والسلطان ما دام علي حيا، أما سمعت ما قال لنا وما استقبلنا به، ونحن لا نأمنه أن يدعو في السر فيستجيب له قوم فيناهضنا، فإنه أشجع العرب، وقد ارتكبنا منه ما رأيت، وغلبناه على ملك ابن عمه ولا حق لنا فيه، انتزعنا فدك من امرأته، فإذا صليت بالناس صلاة الغداة فقم إلى جنبه، وليكن سيفك معك، فإذا صليت وسلمت فاضرب عنقه.
قال علي (عليه السلام): فصلى خالد بن الوليد بجنبي متقلدا السيف، فقام أبو بكر في الصلاة وجعل يؤامر نفسه، وندم وأسقط في يده، حتى كادت الشمس أن تطلع، ثم قال قبل أن يسلم: لا تفعل ما أمرتك، ثم سلم. فقلت لخالد: وما ذاك؟! قال: كان قد أمرني إذا سلم أن أضرب عنقك، قلت: أو كنت فاعلا؟! قال: أي وربي إذا لفعلت.
قال سليم: ثم أقبل (عليه السلام) على العباس ومن حوله ثم قال: ألا تعجبون من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن؟! وقد علم الله أنهم