قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية، طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم ﴿أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾ (1) فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفف أقراصك ليكون من النار خلاصك (2).
[10383] 7 - قال سليم بن قيس الهلالي: ثم إن فاطمة بلغها أن أبا بكر قبض فدك فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر تريد أن تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب؟ أما كان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء يحفظ في ولده، وقد علمت أنه لم يترك لولده شيئا غيرها.
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعا بدواة ليكتب به لها فدخل عمر فقال:
يا خليفة رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي، فقالت فاطمة: نعم أقيم البينة، قال: من؟ قالت: علي وأم أيمن، فقال عمر: لا تقبل شهادة امرأة عجمية لا تفصح واما علي فيحوز النار إلى قرصه، فرجعت فاطمة (عليها السلام) وقد جرعها من الغيظ ما لا يوصف فمرضت (3).
[10384] 8 - قال سليم بن قيس:... ثم أقبل [أمير المؤمنين (عليه السلام)] بوجهه على ناس من أهل بيته وشيعته فقال: لقد عملت الأئمة قبلي بأمور عظيمة خالفت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدين لو حملت الناس على تركها وتحويلها عن موضعها إلى