وقال ابن غلاب المصري:
ألا أبلغ أبا المختار أني أتيته * ولم أك ذا قربى لديه ولا صهر وما كان عندي من تراث ورثته * ولا صدقات من سباء ولا غدر ولكن دراك الركض في كل غارة * وصبري إذا ما الموت كان وراء السمر بسابغة يغشى اللبان فصولها * أكفكفها عني بأبيض ذي وفر قال سليم: فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا، وقد كان من عماله، ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشرة ولا نصف عشرة.
وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة، وكان على البحرين، فأحصى ماله فبلغ أربعة وعشرون ألفا، فأغرمه اثني عشر ألفا، قال أبان، قال سليم: فلقيت عليا - صلوات الله عليه - فسألته عما صنع عمر فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا؟ فبلغ أربعة.
قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت - صلوات الله عليها - وان أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.
قال أبان: عن سليم، قال: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس ابن سعد بن عبادة.
فقال العباس لعلي - صلوات الله عليه -: ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما أغرم جميع عماله؟ فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله ثم اغرورقت عيناه، ثم قال: نشكو له ضربة ضربها فاطمة بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج.
ثم قال (عليه السلام): العجب مما أشربت قلوب هذه الأمة من حب هذا الرجل وصاحبه من قبله، والتسليم له في كل شئ أحدثه، لئن كان عماله خونة وكان هذا المال في