«معشر البقية، وأعضاد الملة، وحضنة الاسلام، ما هذه الغميزة في حقي، والسنة (١) عن ظلامتي، أما كان رسول الله أمر بحفظ المرء في ولده؟ فسرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة (٢).
أتقولون مات محمد فخطب جليل، استوسع وهيه (٣)، واستنهر فتقه (٤)، وفقد راتقه فأظلمت الأرض لغيبته، واكتأب خيرة الله لمصيبته، وأكدت الآمال (٥) وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأذيلت (٦) الحرمة بموت محمد، فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا. ولقبل ما خلت به أنبياء الله ورسله ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾ (7).
أبني قيلة (8)، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع! تلبسكم الدعوة، ويشملكم الجبن، وفيكم العدة والعدد، ولكم الدار والجنن (9) وأنتم نخبة الله التي