أحمد بن جعفر القطان وسلمتها، وخرجت إلى الحج، فلما انصرفت إلى الدينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا إلي وقرأته على القوم، فلما سمع ذكر الصرة باسم الزراع سقط مغشيا عليه فما زلنا نعلله حتى افاق سجد شكرا لله عز وجل وقال الحمد لله الذي من علينا بالهداية، الآن علمت أن الأرض لا تخلو من حجة، هذه الصرة دفعها والله إلي هذا الزراع ولم يقف على ذلك إلا الله عز وجل، قال فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن البادراني وعرفته الخبر، وقرأت عليه الدرج، قال يا سبحان الله ما شككت في شئ فلا تشكن في أن الله عز وجل لا يخلي أرضه من حجة: إعلم لما غزا ارتكوكين يزيد بن عبد الله بسهرورد، وظفر ببلاده واحتوى على خزائنه، صار إلي رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا، قال فجعلت انقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى ارتكوكين أولا فأولا، وكنت أدافع الفرس والسيف إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا، فلما اشتد مطالبة ارتكوكين إياي ولم يمكنني مدافعته، جعلت في السيف والفرس في نفسي ألف دينار وزنتها ودفعتها إلى الخازن، وقلت ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجن إلي في حال من الأحوال ولو اشتدت الحاجة إليها، وسلمت الفرس والنصل، قال فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأمور وأوفى القصص وآمر وأنهى، إذ دخل أبو الحسن الأسدي، وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضي حوائجه، فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير، قلت له ما حاجتك قال احتاج منك إلى خلوة فأمرت الخازن أن يهيئ لنا مكانا من الخزانة فدخلنا الخزانة، فأخرج إلي رقعة صغيرة من مولانا فيها: يا أحمد بن الحسن الألف دينار التي لنا عندك ثمن النصل والفرس سلمها إلى أبي الحسن الأسدي. قال فخررت لله عز وجل ساجدا شاكرا لما من به علي، وعرفت أنه خليفة الله حقا. فإنه لم يقف على هذا أحد غيرك، فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار سرورا بما من الله علي بهذا الامر.] *
(٢٩٥)