الملك؟! وعرفت الآن أنك تائب مما اطلع عليه منك " يعني ما اطلع عليه شيطانه الذي يسميه الملك.
وقال سيف: ثم خرج قيس وأخبر جماعته بما جرى له مع الأسود وتواطؤوا على إنفاذ ما اتفقوا عليه من قتله، فدعا الأسود قيسا ثانية، وقال له: " ألم أخبرك الحق وتخبرني الكذابة؟ إنه يقول - يعني شيطانه الذي يسميه الملك -: يا سوءة! يا سوءة! إلا تقطع من قيس يده يقطع قنتك العليا " فقال له قيس: " ليس من الحق أن أقتلك وأنت رسول الله، فمر بي بما أحببت فأما الخوف والفزع فأنا فيهما مخافة! أقتلني! فموتة أهون علي من موتات أموتها كل يوم " قال سيف: فرق له فأخرجه! وقال: دعا الأسود بمائة جزور بين بقرة وبعير، وخط خطا فأقيمت من وراء الخط، وقام من دونها، فنحرها غير محبسة ولا معقلة، ما يقتحم الخط منها شئ، ثم خلاها فجالت إلى أن زهقت، ونقل سيف عن الراوي أنه قال: " ما رأيت أمرا كان أفظع منه، ولا يوما أوحش منه ".
قال سيف: وتواطؤوا مع زوجته على اغتياله ليلا. فلما دخلوا عليه ليقتلوه بادره فيروز فأنذره شيطانه بمكان فيروز وأيقظه، فلما أبطأ تكلم الشيطان على لسانه وهو يغط في نومه وينظر إلى فيروز، قال له: " مالي ولك يا فيروز " فدق فيروز رقبته وقتله.
قال: ثم دخل الباقون ليحتزوا رأسه فحركه شيطانه فاضطرب فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره وأخذت المرأة شعره، فجعل يبربر بلسانه فاحتز الآخر رقبته فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس الباب، وقالوا: ما هذا؟ فقالت المرأة: النبي يوحى