جعلت فداك قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الأرض إلا خرج منه، حتى ثيابه التي كانت على بدنه قال: فقسمنا له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا له بنفقة قال: فما أتى عليه أشهر قلائل حتى مرض، فكنا نعوده قال. فدخلت عليه يوما وهو في السياق ففتح عينيه ثم قال: يا علي وفى لي والله صاحبك قال: ثم مات فولينا أمره، فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما نظر إلى قال: يا علي وفينا والله لصاحبك قال: فقلت: صدقت جعلت فداك هكذا قال لي والله عند موته.
(11) - أمالي الطوسي: محمد بن إبراهيم، عن أبيه قال: بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) وأمر بفرش فطرحت له إلى جانبه، فأجلسه عليها، ثم قال: علي بمحمد، علي بالمهدي، يقول ذلك مرارا فقيل له الساعة الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إلا أنه يتبخر، فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته، فأقبل المنصور على جعفر (عليه السلام) فقال: يا أبا عبد الله حديث حدثتنيه في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي.
قال: نعم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز وجل ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين، ثم تلا (عليه السلام) (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس إياه أردت، قال أبو عبد الله: نعم حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلة الرحم تعمر الديار، وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير اخيار، قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس هذا أردت فقال أبو عبد الله: نعم حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء، قال المنصور: نعم هذا أردت.