(12) - كشف الغمة: وقال ابن حمدون: كتب المنصور إلى جعفر بن محمد (عليهما السلام):
لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنئك، ولا تراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك!؟ قال: فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا فأجابه: من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة لا يصحبك، فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل الناس، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.
(13) - التهذيب: صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي:
انطلق إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فسله ما رأيك؟ فان هؤلاء قد صاحوا إلي، فأتيته فقلت له ما قال لي فقال لي: قل له: فليخرج! قلت له متى يخرج جعلت فداك؟ قال: يوم الاثنين قلت له: كيف يصنع؟
قال: يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين، وبين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه، فيجعل الذي على يمينه على يساره والذي علي يساره على يمينه، ثم يستقبل القبلة، فيكبر الله مائة تكبيرة، رافعا بها صوته، ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه، فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته، ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة، ثم يرفع يديه فيدعو، ثم يدعون، فاني لأرجو أن لا يخيبوا، قال:
ففعل، فلما رجعنا قالوا: هذا من تعليم جعفر، وفي رواية يونس: فما رجعنا حتى أهمتنا أنفسنا.
(14) - الكافي: مسعدة ابن صدقة قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثياب بياض، كأنها غرقئ البيض فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك فقال له: اسمع مني وعما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على