وفي كتاب الدلالات، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني قال أبو بصير:
اشتهيت دلالة الامام فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا جنب فقال: يا أبا محمد ما كان لك فيما كنت فيه شغل، تدخل على إمامك وأنت جنب، فقلت: جعلت فداك ما عملته إلا عمدا قال: أولم تؤمن؟ قلت: بلى ولكن ليطمئن قلبي قال: فقم يا أبا محمد فاغتسل الخبر.
(9) - مناقب شهرآشوب: سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وقد اجتمع إلي ماله فأحببت دفعه إليه، وكنت حبست منه دينارا، لكي أعلم أقاويل الناس فوضعت المال بين يديه فقال لي: يا سدير خنتنا، ولم ترد بخيانتك إيانا قطيعتنا قلت: جعلت فداك وما ذاك؟ قال: أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا قلت: صدقت جعلت فداك، إنما أردت أن أعلم قول أصحابي فقال لي: أما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه، وعندنا ذلك، أما سمعت قول الله تعالى (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا، مجتمع عندنا وعلمنا من علم الأنبياء، فأين يذهب بك؟! قلت: صدقت جعلت فداك.
(10) - أمالي الصدوق: علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي: استأذن لي على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت له، فلما دخل سلم وجلس ثم قال: جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا وأغمضت في مطالبه فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، ويجبي لهم الفئ ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا، ولو تركهم الناس وما في أيديهم، ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم، فقال الفتى: جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل قال: اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومن لم تعرف تصدقت به وأنا أضمن لك على الله الجنة، قال: فأطرق الفتى طويلا فقال: قد فعلت