أبي جعفر المنصور، فختن بعض القواد ابنا له، وصنع طعاما ودعا الناس، وكان أبو عبد الله (عليه السلام) فيمن دعا فبينما هو على المائدة يأكل ومعه عدة في المائدة، فاستسقى رجل منهم ماء، فاتي بقدح فيه شراب لهم، فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله (عليه السلام) عن المائدة فسئل عن قيامه فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر.
(4) - بصائر الدرجات: علي الجامعي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إنا نأكل ذبائح أهل الكتاب ولا ندري يسمون عليها أم لا؟ فقال: إذا سمعتهم قد سموا فكلوا، أتدري ما يقولون على ذبائحهم؟ فقلت: لا، فقرأ كأنه شبه يهودي قد هذها ثم قال: بهذا أمروا فقلت: جعلت فداك إن رأيت أن نكتبها قال: اكتب: نوح أيوا أدينوا يلهيز مالحوا عالم أشر سوا أو رضوا بنوا [يوسعه] موسق ذعال أسحطوا.
(5) - الخرائج: روي عن سليمان بن خالد قال: كنت عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يكتب كتبا إلى بغداد، وأنا أريد أن أودعه فقال: تجئ إلى بغداد؟ قلت: بلى قال: تعين مولاي هذا بدفع كتبه، ففكرت وأنا في صحن الدار أمشي، فقلت: هذا حجة الله على خلقه يكتب إلى أبي أيوب الجزري وفلان وفلان يسألهم حوائجه فلما صرنا إلى باب الدار صاح بي: يا سليمان ارجع أنت وحدك، فرجعت فقال: كتبت إليهم لاخبرهم أني عبد ولي إليهم حاجة.
(6) - الخرائج: روي أن ابن أبي العوجا وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن، وكانوا بمكة عاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم أيضا قال أحدهم: إني لما رأيت قوله (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء) كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) أيست من المعارضة، وكانوا يسرون بذلك، إذ مر عليهم الصادق (عليه السلام) فالتفت إليهم