بعد ثلاث في ما يرى النائم وعليه ثياب بيض، وقلنسوة بيضاء، فقلت له: يا أبه ما فعل الله بك؟ فقال: يا بني إن الذي رأيته من اسوداد وجهي وانعقاد لساني كان من شربي الخمر في دار الدنيا فلم أزل كذلك حتى لقيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه ثياب بيض، وقلنسوة بيضاء فقال لي: أنت دعبل؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: فأنشدني قولك في أولادي فأنشدته قولي:
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت * وآل أحمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر قال: فقال لي: أحسنت وشفع في وأعطاني ثيابه وها هي وأشار إلى ثياب بدنه.
(5) - الكافي: عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: (الراوي) كتبت إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أني أخاف على خيط عنقي وإن السلطان يقول: إنك رافضي ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام): قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك، فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم يصير أعوانك وكتابك أهل ملتك، فإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين، حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلا فلا.