(8) - الكفاية: يحيى بن نعمان قال كنت عند الحسين (عليه السلام) إذا دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة، فسلم فرد عليه الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله مسألة، فقال هات، قال: كم بين الأيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال كيف؟
قال: الأيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه، وبين السمع والبصر أربع أصابع قال: فكم بين السماء والأرض قال: دعوة مستجابة، قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال:
مسيرة يوم للشمس، قال: فما عز المرء؟ قال: استغناؤه عن الناس، قال: فما أقبح شئ؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغناء، والحرص في العالم، قال: صدقت يا ابن رسول الله.
فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، قال: فسمهم لي، قال: فأطرق الحسين (عليه السلام) ثم رفع رأسه فقال: نعم أخبرك يا أخا العرب، إن الأمام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن وأنا وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده الخلف المهدي، هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان. قال: فقام الأعرابي وهو يقول:
مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من أعلا قريش * وجده خير الجدود (9) - الكفاية: مسعدة قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصاه، فسلم فرد أبو عبد الله (عليه السلام) الجواب، ثم قال: يا ابن رسول الله ناولني يدك اقبلها، فأعطاه يده فقبلها، ثم بكى، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يبكيك يا شيخ؟ قال:
جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول: هذا الشهر