صلى الله عليك، قال: فكبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ودخل في الصلاة، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: أعطه إحدى الناقتين.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا شارطته إن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشئ من أمور الدنيا أن اعطيه إحدى الناقتين، وأنه جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيهما يأخذ!، فقال جبرئيل: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك، تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها فيتصدق بها لوجه الله تعالى، فكان تفكره لله تعالى لا لنفسه ولا للدنيا، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطاه كلتيهما، فنحرهما وتصدق بهما، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية، يعني به أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى، لم يتفكر فيهما بشئ من أمور الدنيا.
(3) - غيبة النعماني: سليم بن قيس أن عليا (عليه السلام) قال: لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين والأنصار بمناقبهم وفضائلهم: يا طلحة أليس قد شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا تختلف فقال صاحبك ما قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهجر فغضب رسول الله وتركها؟ قال: بلى قد شهدته، قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليه العامة، وأن جبرئيل أخبره بأن الله قد علم أن الأمة ستختلف وتفترق.
ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب بالكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان الفارسي وأبا ذر والمقداد، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر المؤمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسماني أولهم ثم ابني هذا حسن، ثم ابني هذا حسين، ثم تسعة من ابني هذا حسين، كذلك يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟ قالا: نشهد بذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال طلحة: والله لقد سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لأبي ذر: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا أبر من أبي ذر، وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا الحق وأنت أصدق وأبر عندي منهما.