دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٢٦٠
نبات الأرض فأصبح هشيما (1) تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا) (2) لم يكن امرؤ منها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة (3)، ولم يلق في سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا (4)، ولم تطله (5) فيها ديمة رخاء (6) إلا هتنت عليه مزنة (7) بلاء، وحري إذا أصبحت له منتصرة، أن تمسي له متنكرة، وان جانب فيها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب فأوبى (8)، لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا (9) إلا أرهقته من نوائبها تعبا (10)، ولا يمسي منها في جناح أمن إلا أصبح على قوادم (11) خوف، غرارة غرور ما فيها،

(1) الهشيم: النبت اليابس المتكسر.
(2) سورة الكهف، الآية: 45، وأول الآية: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا).
(3) العبرة: الدمعة قبل أن تفيض.
(4) كنى بالبطن والظهر عن الاقبال والادبار.
(5) الطل: المطر الضعيف.
(6) الديمة: مطر يدوم في سكون، لا برق ولا رعد معه. والرخاء: السعة.
(7) المزنة: السحابة البيضاء. وهتنت: انصبت وتدفقت.
(8) أوبى: صار كثير الوباء.
(9) الغضارة: النعمة والسعة.
(10) ألحقت به التعب.
(11) القوادم: جمع قادمة، وهي الواحدة من أربع أو عشر ريشات في مقدم جناح الطائر.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 » »»
الفهرست