(1) وإذا كانت الإمامة أمرا لازما فهل يصح أن يتولاها كل من قدر على بلوغها دون نظر إلى صفاته الشخصية وكفاءاته أم أن من يصح له أن يلي منصب الإمامة يجب أن تتوفر فيه شروط خاصة يمتاز بها عن غيره من الناس؟
المسلمون على اتفاق فيما بينهم على أن منصب الإمامة لا يليه إلا من توفرت فيه شروط مميزة، واختلفوا في أمور أخرى فذهب بعض إلى اشتراطها وذهب آخرون إلى عدمه.
ولسنا هنا في مقام استعراض شروط الامام الحاكم عند مختلف الفرق الاسلامية. وقد عالجنا هذا الموضوع علاجا وافيا في كتابنا (نظام الحكم والإدارة في الاسلام).
فإذا رجعنا إلى نهج البلاغة لم نجد فيه تفصيلا دقيقا لهذه الشروط، فليس فيما بين أيدينا من كلام أمير المؤمنين عليه السلام قسم مستقل تعرض فيه لبيانها وإنما ذكر منها، في عرض كلامه، طائفة وأهمل طائفة.
فاشترط في الامام أن يكون كريم النفس لئلا تدفعه الطماعية وشدة الحرص إلى العدوان على أموال المسلمين.
واشترط فيه أن يكون عالما لأنه قائد المسلمين الاعلى فيجب أن يهديهم ولو كان جاهلا لأضلهم.