ومن المعلوم أنه إذا رؤي المحققون يقولون في كثير من الأوقات: " لا أدري "، وهذا المسكين لا يقولها أبدا، يعلم أنهم يتورعون لدينهم وتقواهم، وأنه يجازف لجهله وقلة دينه، فيقع فيما فر منه، واتصف بما احترز عنه لفساد نيته وسوء طويته.
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله):
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (1).
وقد أدب الله تعالى العلماء بقصة موسى والخضر (عليهما السلام) حين لم يرد موسى (عليه السلام) العلم إلى الله تعالى لما سئل هل أحد أعلم منك؟ (2) بما حكاه الله عنهما من الآيات المؤذنة (3) بغاية الذل من موسى (عليه السلام) وغاية العظمة من الخضر (عليه السلام) " (4).