وما أجهله بالناموس المطرد من سؤال القبر وإنه بأمر من الله العلي العزيز؟ حتى جابه الملكين بذلك القول الخشن، ما أحمد وما خطره؟ وقد جاء في الرواية: إن عمر ارتعد منهما لما دخلا عليه (1) وكان عمر بمحل من المهابة على حد قول عكرمة: إنه دعا حجاما فتنحنح عمرو كان مهيبا فأحدث الحجام، فأعطاه عمر أربعين درهما (2).
وعلى الملكين أن يشكرا الله سبحانه على أن كف الإمام عن أن يصفعهما فيفقأ عينهما كما فعل موسى بملك الموت في مزعمة أبي هريرة (3) فرجع إلى ربه فقال:
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله إليه عينه. كما في سنن النسائي 4: 118.
وفي لفظ الطبري في تاريخه 1: 224: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه قال: فرجع فقال: يا رب! إن عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامته عليك لشققت عليه. فقال: ائت عبدي موسى فقل له:
فليضع كفه على متن ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة، وخيره بين ذلك وبين أن يموت الآن. قال: فأتاه فخيره فقال له موسى: فما بعد ذلك؟ قال: الموت. قال:
فالآن إذا. قال: فشمه شمة قبض روحه، قال: فجاء بعد ذلك إلى الناس خفيا.
وأخرج الحكيم الترمذي مرفوعا: إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى جاء موسى فلطمه ففقأ عينه فصار يأتي الناس بعد ذلك خفية. ذكره الشعراني في مختصر تذكرة القرطبي ص 29.