معاوية وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم يبرح معاوية مستصغرا كل كبيرة في توطيد سلطانه، مستسهلا دونه كل صعب، فكان من الهين عنده في ذلك كل بائقة، ومن ذلك دؤبه على سفك دماء الشيعة - شيعة الإمام الطاهر - في أقطار حكومته، وفي جميع مناطق نفوذه، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وقطع أصولهم بقتل ذراريهم وأطفالهم، ولم يستثن النساء، وهم المعنيون بثناء صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله عليهم السابقة أحاديثه في الجزء الثالث ص 78 ط 2.
وهب أن هذا الثناء لم يصدر من مصدر النبوة، أو أن روايته لم تبلغ ابن آكلة الأكباد، فهل هم خارجون عن ربقة الاسلام المحرم للنفوس والأموال والحرمات بكتابه وسنة نبيه؟ وهل اقترفوا إثما لا يغفر أو عثروا عثرة لا تقال غير ولا يتهم لإمام أجمع المسلمون على خلافته وحث النبي صلى الله عليه وآله أمته على اتباعه وولاءه إثر ما نزل في كتاب الله من ولايته؟ أو أن ابن صخر حصل على حكم لم يعرفه المسلمون يعارض كل تلكم الأحكام الواردة في الكتاب والسنة؟ أو إنه لا يتحوب بارتكاب الموبقات فيلغ في الدماء ولوغا؟!.
بعث بسر بن أرطاة بعد تحكيم الحكمين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ حي، وبعث معه جيشا آخر، وتوجه برجل من عامر ضم إليه جيشا آخر، ووجه الضحاك بن قيس الفهري في جيش آخر، وأمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه، وأن يغيروا على سائر أعماله، ويقتلوا أصحابه، ولا يكفوا أيدهم عن النساء والصبيان. فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى إلى المدينة فقتل بها ناسا من أصحاب علي عليه السلام وأهل هواه، وهدم بها دورا، ومضى إلى مكة فقتل نفرا من آل أبي لهب، ثم أتى السراة فقتل من بها من أصحابه، وأتى نجران فقتل عبد الله بن عبد المدان الحارثي وابنه، وكانا من