9 - لما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلى حفر أبي موسى (1) قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدؤلي فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها فقالت: أطلب بدم عثمان. قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد، قالت. صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت استنهض أهل البصرة لقتاله، أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم؟ فقال لها: ما أنت من السوط والسيف؟ إنما أنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرك أن تقري في بيتك، وتتلي كتاب ربك، وليس على النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وإن عليا لأولى بعثمان منك وأمس رحما فإنهما ابنا عبد مناف. فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه، أفتظن يا أبا الأسود! أن أحدا يقدم على قتالي؟ قال: أما والله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد. ثم قام فأتى الزبير فقال: يا أبا عبد الله! عهد الناس بك و أنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك تقول: لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟ فذكر له دم عثمان، قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغنا. قال:
فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول. فذهب إلى طلحة فوجده سادرا في غيه مصرا على الحرب والفتنة. الحديث.
الإمامة والسياسة 1 ص 57، العقد الفريد 2: 278، شرح ابن أبي الحديد 2: 81 10 - خرج عثمان بن الحنيف إلى طلحة والزبير في أصحابه فناشدهم الله والاسلام وأذكرهما بيعتهما عليا فقالا: نطلب بدم عثمان. فقال لهما: وما أنتما وذاك؟ أين بنوه؟
أين بنو عمه الذين هم أحق به منكم؟ كلا والله، ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه، وكنتما ترجوان هذا الأمر وتعملان له، وهل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما؟ فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه. الحديث. شرح ابن أبي الحديد 2: 500.
11 - لما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر أقبل عليهم سعيد ابن العاصي على نجيب له فأشرف على الناس ومعه المغيرة بن شعبة فنزل وتوكأ على قوس له سوداء فأتى عائشة فقال لها: أين تريدين يا أم المؤمنين؟ قالت: أريد البصرة.