عثمان ونزولهم ذا خشب أمورا كثيرة، منها ما تقدم ذكره، ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة مني ذكره لبشاعته.
وقال في ج 5: 113: قد ذكرنا كثيرا من الأسباب التي ذكر قاتلوه إنهم جعلوها ذريعة إلى قتله، فأعرضنا عن ذكر كثير منها لعلل دعت إلى الإعراض عنها.
وقال في ص 232: إن محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية لما ولي فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يتحمل سماعها العامة.
ومر في ج 8: 305 في ذكر ما جرى بين علي عليه السلام وعثمان قول المسعودي:
فأجابه عثمان بجواب غليظ لا أحب ذكره وأجابه علي بمثله.
وقال ابن الأثير في الكامل 3: 70: قد تركنا كثيرا من الأسباب التي جعلها الناس ذريعة إلى قتله لعلل دعت إلى ذلك.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7: 166: وفي هذه السنة (يعني 33) سير عثمان بعض أهل البصرة منها إلى الشام وإلى مصر بأسباب مسوغة لما فعله رضي الله عنه فكان هؤلاء ممن يؤلب عليه ويمالئ الأعداء في الحط والكلام فيه وهم الظالمون في ذلك، وهو البار الراشد رضي الله عنه.
وقال في ص 177: جرت أمور سنورد منها ما تيسير وبالله المستعان. ثم ذكر من الأمور ما راقه ويلائم ذوقه ولم يذكر إلا سلسلة أكاذيب لم يصح شئ منها.
وقال الدكتور أحمد فريد رفاعي في عصر المأمون 1: 5: أما نحن فلا يطلب منا أن نبدي رأينا في عثمان، فهو صحابي عظيم وله أثره الخالد في جمع القرآن وغير القرآن وله دينه السمح الذي لا تشوبه شائبة، وما كان الدين ليحتم على الناس جميعا أن يكون نظرهم إلى الحياة الدنيا نظر التقشف والزهد، ولا يطلب منا أن نثبت ضعف الحكومة العثمانية، وإنما يطلب منا أن نسرد الحوادث بإيجاز، ولنا في تسلسل هذه الحوادث و دراستها وتقييد آثارها ما قد يسمح لنا بالتعرض له حين معالجتنا الكلام عن عصرنا فيما بعد. ه.
ثم ذكر ما جاء به اليعقوبي من الايعاز إلى بعض ما نقم به على عثمان فتخلص عن البحث فيه بما أتى به ابن الأثير من رواية الطبري عن السري الكذاب عن شعيب المجهول عن سيف المتروك الساقط المتهم بالزندقة أو عن أناس آخرين أمثال هؤلاء.