وسماهم حتى يهوديا سمت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعد منهم عثمان.
ولو كان إنفاق عثمان في جيش العسرة موجبا للدعاء المستوعب ليله صلى الله عليه وآله وسلم كما يظهر من رواية الواحدي، فإنفاق أبي بكر الذي أنفق كل ما كان يملكه ذات يده - كما يحسبه القوم - وكان يراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمن الناس عليه بماله (1) يستوجب دعاء مستغرقا ليله ونهاره، فأين؟ وأني؟ ولو كان كل إنفاق في مهمة يستدعي دعاء الليل فكان عليه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقضي حياته ليلا ونهارا بالدعاء للمنفقين، وما أكثرهم؟ ولو كان صلى الله عليه وآله وسلم رافعا يديه لعثمان فعليه صلى الله عليه وآله وسلم أن يديم رفعهما في الدعاء لأبي بكر ولرجال الأنصار المكثرين من الانفاق في السلم الحرب ولغيرهم من أهل اليسار الذين بذلوا كنوزا عامرة من الدرهم والدينار في مهام الاسلام المقدس والدعوة إليه والذب عنه.
وأما زيادة الواحدي من نزول الآية الكريمة في عثمان فقد فصلنا القول فيه و إنه لا يصح في الجزء الثامن ص 57 * (بقية مناقب عثمان) * 37 - قال ابن كثير في تاريخه 7: 212: قال ليث بن أبي سليم (ابن زنيم القرشي مولاهم): أول من خبص الخبيص عثمان خلط بين العسل والنقى ثم بعث به إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى منزل أم سلمة فلم يصادفه فلما جاء وضعوه بين يديه فقال: من بعث هذا؟
قالوا: عثمان. قالت: فرفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إن عثمان نترضاك فارض عنه.
وذكره السيوطي في مسامرة الأوائل ص 87 نقلا عن البيهقي وابن عساكر من طريق ليث.
قال الأميني: خبص ابن زنيم هذا الخبيص لعثمان بعد لأي من وفاة رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم وقد مات الرجل بعد المائة والأربعين من الهجرة، ولم يدرك النبي صلى الله وعليه وآله وسلم، ولم نعرف الذي أخذ الرواية منه ممن شهد قصعة الخبيص وحضر مشهد الدعاء كما لا يعرف أحد من بقية رجال الاسناد، فالرواية مرسلة من الطرفين.
وأما ابن زنيم فقد جاء فيه عن عبد الله بن أحمد قال: ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا منه في ليث وابن إسحاق وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال ابن أبي شيبة وأبو حاتم والجوزجاني: كان ضعيف الحديث. وضعفه ابن سعد وابن معين