المناشدات وما أصاخوا إليها، وما زحزحوا عما كانوا عليه من خذلانه إلى التأليب عليه إلى الوقيعة فيه بكل ما يوهنه ويزريه إلى قتله إلى كسر أضالعه إلى رمي جنازته إلى دفنه في مقابر اليهود، وبعد ما أصرت الأمة على مقته مجمعة على النقمة عليه وهي لا تجتمع على الخطأ كما يحسبون، لم يبق للرجل أي قيمة في سوق الاعتبار وإن اختلقت يد الافتعال له ألف أسطورة.
وتحصل مما قدمناه أن الأجور المذكورة على تقدير الصحة كانت مرتبة على الأعمال ولم تكن حقوقا ثابتة للرجال فهي تدور مع الأعمال إن لم يبطلها ما هو أقوى منها كما هو الحال في المقتضيات المقارنة بالموانع، وكان معتقد القوم فيما استنشدهم عثمان أنها مقرونة بها، فلذلك لم يقيموا لكل ما استنشدهم فيه وزنا إن كانت للمزاعم حقيقة.
* (ومنها) *:
31 - أخرج البيهقي في السنن الكبرى 6: 167 من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وأحيط بداره أشرف على الناس فقال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء فقال: أسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة: من ينفق نفقة متقبلة. والناس يومئذ معسرون مجهودون فجهزت ذلك الجيش من مالي؟
قالوا: اللهم نعم. ثم قال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها بمالي فجعلها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: اللهم نعم. في أشياء عددها.
في الاسناد أبو إسحاق السبيعي وقد مر في الجزء السابع ص 276: إنه مدلس أفسد حديث أهل الكوفة، ضعيف جدا لا يحتج بحديثه. وأما أبو عبد الرحمن فهو عثماني لا يعول عليه ولا يركن إلى حديثه.
32 - أخرج البلاذري في الأنساب 5: 10 عن المدائني عن عباد بن راشد البصري عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يجهز هذا الجيش بشفاعة