الدار أخبار كثيرة، ومنها: إنه قال لعثمان حين أحرقوا بابه: والله لا قال الناس عنا إنا خذلناك وخرج بسيفه وهو يقول:
لما تهدمت الأبواب واحترقت * يممت منهن بابا غير محترق حقا أقول لعبد الله آمره * إن لم تقاتل لدى عثمان فانطلق والله لا أتركه ما دام بي رمق * حتى يزايل بين الرأس والعنق هو الإمام فلست اليوم خاذله * إن الفرار علي اليوم كالسرق وحمل على الناس فضربه رجل على ساقه فقطعها ثم قتله. فقال رجل من بني زهرة لطلحة بن عبيد الله: قتل المغيرة بن الأخنس فقال: قتل سيد حلفاء قريش. راجع " الاستيعاب " ترجمة المغيرة.
وقال ابن كثير في تاريخه 7: 188: ومن أعيان من قتل من أصحاب عثمان زياد ابن نعيم الفهري، والمغيرة بن الأخنس بن شريق، ونيار بن عبد الله الأسلمي، في أناس وقت المعركة.
قال الأميني: لقد حدتني إلى سرد هذه الأحاديث الدلالة بها منضمة إلى ما سبقها من الأخبار على أنه لم يكن مع عثمان من يدافع عنه غير الأمويين ومواليهم وحثالة ممن كان ينسج على نولهم تجاه هياج المهاجرين والأنصار فقتل من أولئك من قتل، وضم إليه كندوج أم حبيبة آخرين، وتفرق شذاذ منهم هاربين في أزقة المدينة، فلم يبق إلا الرجل نفسه وأهله حتى انتهت إليه نوبة القتل من دون أي مدافع عنه، فتحفظ على هذا فإنه سوف ينفعك فيما يأتي من البحث عن سلسلة الموضوعات.
(لفت نظر) عد نيار بن عبد الله بن أصحاب عثمان كما فعله ابن كثير غلط فاحش دعاه إليه حبه إكثار عدد المدافعين عن الخليفة المقتولين دونه، وقد عرفت أنه كان شيخا كبيرا حضر ذلك الموقف للنصيحة والموعظة الحسنة لعثمان فقتله مولى مروان بسهم، فشب به القتال، وطولب عثمان بقاتله ليقتص منه وامتنع عن دفعه فهاج بذلك غضب الأنصار عليه.