أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي. ففزع الفتى فقال عمرو: إنه أفسدها بأمره في عثمان فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا، ولكنه آوى ومنع، قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتهامي إياه في عثمان.
قال له: وأنت أيضا قد أتهمت. قال: صدقت فيها، خرجت إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم، علي على الحق فاتبعوه.
" الإمامة والسياسة 1 ص 93 ".
4 - أخرج الطبري في تاريخه 5: 234 من طريق الواقدي قال: لما بلغ عمرا قتل عثمان رضي الله عنه قال: أنا أبو عبد الله قتلته وأنا بوادي السباع، من يلي هذا الأمر من بعده؟ إن يله طلحة فهو فتى العرب سيبا، وإن يله ابن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق، وهو أكره من يليه إلي.
5 - أسلفنا في حديث طويل في الجزء الثاني ص 133 - 136 ط 2 من قول الإمام الحسن السبط الزكي لعمرو بن العاصي: وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا، ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت: أنا أبو عبد الله إذا نكأت " أي قشرت " قرحة أدميتها، ثم حبست نفسك إلى معاوية وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض، ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيا، ولا غضبت له مقتولا.
قال أبو عمر في " الاستيعاب " في ترجمة عبد الله بن سعيد بن أبي سرح: كان عمرو ابن العاصي يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في إفساد أمره، فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلا بفلسطين قال: إني إذا نكأت قرحة أدميتها أو نحو هذا.
وقال في ترجمة محمد بن أبي حذيفة: كان عمرو بن العاص مذ عزله عثمان عن مصر يعمل حيلة في التأليب والطعن على عثمان.
وفي الإصابة 3: 381: إن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان، فبلغ عثمان فزجره، فخرج إلى أرض له بفلسطين فأقام بها.
قال الأميني: لعل مما يستغني عن الإفاضة فيه مناوءة ابن العاصي لعثمان ورأيه في سقوطه، وتبجحه بالتأليب عليه، ومسرته على قتله، وقوله بملأ فمه: أنا أبو عبد الله قتلته