السعادة فيحسب الحاسب أنه يهديه الطريق؟ الخوف كانت؟ ولم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا على العدة والعدد والمنعة والعزة، وقد بايعته الأنصار على التفاني دونه. أو كان يخاف أبو بكر قريشا وهو في حصن الدين المنيع ودرعه الحصينة؟ أم كانت لغير ذلك؟ فاسأل عنه خبيرا. والعجب كل العجب أن رجلا هذه سيرته في التقية عن الناس في عاصمة الاسلام بين فرسان المهاجرين والأنصار كيف صح عنه ما جاء عن ابن مسعود وما روي عن مجاهد مرسلا من قولهم: إن أول من أظهر الاسلام سبعة: رسول الله، وأبو بكر.
الخ (1) على أن الحالة كانت تقتضي أن يسأل كل قادم إلى المدينة يوم ذاك عن شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وأوان نزوله بها لا عن الغلام بين أيدي أبي بكر.
والعجب أن الجهل برسول الله في مزعمة هذا الراوي! كان مستمرا بين مستقبليه " وكلهم نفوسهم نزاعة إلى عرفانه والتبرك برؤيته " حتى ظلله أبو بكر بردائه فعرفه الناس عند ذلك.
ومتى كان أبو بكر شيخا والنبي شابا وهو صلى الله عليه وآله أكبر منه بسنتين وعدة أشهر كما يأتي تفصيله إنشاء الله؟ وابن قتيبة أخذ هذا الحديث بظاهره فقال في المعارف ص 75:
هذا الحديث يدل على أن أبا بكر كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدة طويلة، والمعروف عند أهل الأخبار ما حكيناه. ا ه. وحكي قبل هذا أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو أكبر سنا من أبي بكر.
نعم: عرف شراح البخاري من المتأخرين موضع الغمز فأولوا كون أبي بكر شيخا بظهور الشيب في لحيته. وكون النبي شابا بسواد كريمته، والعارف بأساليب الكلام يعلم أنه تمحل محض، وأن المفهوم من تلك كما فهمه ابن قتيبة: كون أبي بكر شيخا ورسول الله شابا لا غير ذلك. وإلا فما معنى قولهم: ما هذا الغلام بين يديك؟ و:
من هذا الغلام بين يديك؟ ومن المعلوم أن الغلام لا يطلق على من عمر خمسون سنة تقريبا مهما اسود عارضه.
وعلى صحة هذا التأويل أين المأولون من صحيحة ابن عباس قال: قال أبو بكر: