الغدير - الشيخ الأميني - ج ٧ - الصفحة ١٥٩
وفي لفظ الطبري وغيره: إن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا، وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرقوا، وكان ممن شهد لمالك بالاسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا لقوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح، قال: فقلنا: إنا المسلمون. فقالوا: ونحن المسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون؟ فضعوا السلاح.
قال: فوضعوها ثم صلينا وصلوا، وكان خالد يعتذر في قتله: إنه قال وهو يراجعه:
ما أخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا. قال: أو ما تعده لك صاحبا. ثم قدمه فضرب عنقه وعنق أصحابه.
فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال: عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتلته ثم نزا على امرأته، وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد، معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحصلها ثم قال: أرئاء؟ قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن وليد ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه، حتى دخل على أبي بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك. قال فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر، وعمر جالس في المسجد فقال خالد: هلم إلي يا بن أم شملة؟ قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه، فلم يكلمه ودخل بيته.
وقال سويد: كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا وإن أهل العسكر اثفوا برؤوسهم القدور فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا فإن القدر نضجت وما نزج رأسه من كثرة شعره، وقى الشعر البشر حرها أن يبلغ منه ذلك.
وقال ابن شهاب: إن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب اثفية لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخلص النار إلى شؤون رأسه.
وقال عروة: قدم أخو مالك متمم بن نويرة ينشد أبا بكر دمه ويطلب إليه في
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 غديرية ابن العرندس الحلي 3
2 ما يتبع غديرية ابن العرندس 9
3 حديث كسر أمير المؤمنين الأصنام 10
4 ترجمة ابن العرندس وشعره 13
5 غديرية ابن داغر الحلي 24
6 غديرية ابن داغر الحلي 24
7 ترجمة ابن داغر وشعره 27
8 غديرية الحافظ البرسي الحلي 33
9 ترجمة الحافظ البرسي الحلي 33
10 شعر الحافظ البرسي الحلي 38
11 المغالاة في الفضائل 69
12 الغلو في أبي بكر 73
13 وصمات الانتخاب في بدء بدئه 74
14 رواة الخطبة الشقشقية 82
15 فضائل أبي بكر المأثورة 87
16 ملكات الخليفة ونفسياته 95
17 الخليفة في نادي الخمر 96
18 نادى الخمر في دار أبي طلحة 97
19 الآراء في تاريخ تحريم الخمر 101
20 الخليفة في الإسلام 102
21 نبوغ الخليفة في علم التفسير 103
22 رأى الخليفة في الكلالة 104
23 تقدم الخليفة في السنة 108
24 نظرة في أحاديث الخليفة 109
25 غاية جهد الباحث 115
26 كثرة أحاديث السنة الشريفة 116
27 رأي الخليفة في الجدة 120
28 رأي الخليفة في الجدتين 120
29 بناتنا بنوهن أبنائنا 122
30 رأي الخليفة في قطع السارق 129
31 رأي الخليفة في الجد 129
32 رأي الخليفة في تولية المفضول 131
33 الخلافة عند الشيعة إمرة إلهية 131
34 الخلافة عند أهل السنة وكلمات أعلامها فيها 136
35 ما تنعقد به الإمامة والكلمات فيه 141
36 رأي الخليفة الثاني في الخلافة 143
37 نظرة في خلافة جاء بها القوم و وصمات الأهواء فيها 145
38 أفضلية مولانا أمير المؤمنين 152
39 رأي الخليفة في القدر 153
40 رأي الخليفة في الضحية 155
41 ردة بني سليم 155
42 حرق الخليفة الفجائة 156
43 رأى الخليفة في قصة مالك 158
44 نظرة في قضية مالك 161
45 غارة خالد على بني جذيمة 166
46 ثلاثة و ثلاثة و ثلاثة 170
47 ثلاثة فعلها الخليفة وندم عليها 170
48 ثلاثة تركها الخليفة وندم عليها 174
49 ثلاثة ود الخليفة السؤال عنها 175
50 تحريف أو تحفظ على كرامة 178
51 سؤال يهودي أبا بكر 178
52 وفد النصارى وأسؤلتهم 179
53 الغلو في علم أبي بكر 181
54 مظاهر علم أبي بكر 184
55 التمسك بالأفائك 192
56 شجاعة الخليفة 200
57 أبو بكر أشجع الصحابة 201
58 نظرة في حديث العريش 202
59 احتجاب أبي بكر عن مواقف الحرب 203
60 حجاج بالعريش وكلمة الجاحظ 207
61 كلمة الإسكافي في رد الجاحظ 208
62 الغريق يتشبث بكل حشيش 213
63 تفلسف في شجاعة أبي بكر 213
64 ثبات الخليفة على المبدء 216
65 تهالك الخليفة في العبادة 219
66 قصة الكبد المشوي والنظرة فيها 219
67 تبرز الخليفة في الأخلاق 223
68 كاد الخيران أن يهلكا 223
69 كان أبو بكر سبابا 224
70 حديث: الخليفة حليم قريش 226
71 ماتت فاطمة وهي وجداء على أبي بكر 226
72 صلاة أبي بكر على فاطمة 228
73 إعتذار الخليفة إلى الصديقة 228
74 كلمة الجاحظ 229
75 كلمة قارصة لابن كثير 231
76 حديث: فاطمة بضعة مني 231
77 أحاديث الغلو أو قصص الخرافة 237
78 حديث: الشمس على العجلة فيه توسل بأبي بكر الشمس 237
79 حديث التوسل بلحية أبي بكر 239
80 اللحية في الحبة 241
81 تقدم شهادة أبي بكر على جبرئيل 244
82 اسم أبي بكر في خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم 244
83 عرض جنة أبي بكر 247
84 الله يستحيي من أبي بكر 247
85 كرامة دفن أبي بكر 249
86 جبريل يسجد مهابة من أبي بكر 251
87 قصة فيها كرامة لأبي بكر 253
88 لا يموت رافضي إلا مسخ خنزيرا 256
89 أبو تمام مسخ خنزيرا في قبره 256
90 أبو بكر شيخ يعرف والنبي شاب لا يعرف 257
91 تأويل كون النبي شابا 260
92 حل مشكلة يعرف و لا يعرف 261
93 الأنصار في البيعتين 262
94 النقباء من الأنصار 264
95 الأنصار في البيعة الثانية 265
96 نبأ الهجرة 266
97 أبو بكر أسن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم 270
98 إسلام أبي بكر قبل ولادة علي 271
99 نظرة في روايات اسلام أبي بكر 272
100 أبو بكر أسن أصحاب النبي 280
101 أربعون صحابيا أسن من أبي بكر 281
102 أبو بكر في كفة الميزان 285
103 توسل الشمس بأبي بكر 287
104 كلبة من الجن مأمورة 289
105 هبة أبي بكر لمحبيه من أعماله 290
106 أبو بكر في قاب قوسين 293
107 الدين وسمعه وبصره 294
108 أبو بكر ومنزلته عند الله 295
109 روايات مكذوبة في حب أبي بكر 297
110 النبي مؤيد بالشيخين 298
111 الأشباح الخمسة وخلقها 299
112 الكلمات التي تلقاها آدم من ربه 300
113 توسل عمر بالعباس 301
114 كلمة القصير في التوسل 303
115 أبو بكر خير أهل السماوات والأرض 305
116 ثواب النبي وأبي بكر 306
117 حب أبي بكر وشكره 307
118 أبو بكر في كفة الميزان 307
119 ما أسلم أبو مهاجر إلا أبو بكر 309
120 المهاجرون الذين أسلم أبوا هم 312
121 إسلام أبي قحافة والد أبي بكر 312
122 الروايات الواردة في أبي قحافة 313
123 نظرة في حديث اسلام أبي قحافة 318
124 إسلام أم الخير أم أبي بكر 322
125 أبو بكر وأبواه في القرآن 326
126 آية في أبي بكر وأبيه 328
127 الغاية للقالة 330
128 أبو طالب وشعره المعرب عن إيمانه 331
129 أبو طالب وموافقة المشكورة 342
130 سفر أبي طالب إلى الشام 342
131 استسقاء أبي طالب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم 345
132 أبو طالب في مولد أمير المؤمنين 347
133 بدء أمر النبي وأبو طالب 348
134 أبو طالب و فقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم 348
135 أبو طالب في بدء الدعوة 352
136 قول أبي طالب لأمير المؤمنين 355
137 قول أبي طالب لجعفر 357
138 أبو طالب و حنوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم 357
139 أبو طالب وابن الزبعرى 358
140 أبو طالب و قريش 359
141 أبو طالب وصحيفة قريش 362
142 وصية أبي طالب عند موته 366
143 وصية أبي طالب لبني أبيه 367
144 حديث عن أبي طالب 368
145 ما يروى عن آل أبي طالب وذويه في ايمانه، وهو عشرة أحاديث 369
146 الكلم الطيب عن النبي وآله 378
147 قصارى القول في أبي طالب 381
148 ما أسنده إليه من لاث به 384
149 الاجماعات عن أعلام الشيعة 384
150 أربعون حديثا في أبي طالب 386
151 الكتب المؤلفة في أبي طالب 401
152 قصائد في مدح أبي طالب 403
153 التقاريظ المنضدة 410