لم تقتنع أحلامها بركوبها * ظهر النفاق وغارب العدوان 15 وقعودهم في رتبة نبوية * لم يبنها لهم أبو سفيان حتى أضافوا بعد ذلك أنهم * أخذوا بثار الكفر في الإيمان فأتى زياد في القبيح زيادة * تركت يزيد يزيد في النقصان حرب بنو حرب أقاموا سوقها * وتشبهت بهم بنو مروان لهفي على النفر الذين أكفهم * غيث الورى ومعونة اللهفان 20 أشلاؤهم مزق بكل ثنية * وجسومهم صرعى بكل مكان مالت عليهم بالتمالئ أمة * باعت جزيل الربح بالخسران دفعوا عن الحق الذي شهدت لهم * بالنص فيه شواهد القرآن ما كان أولاهم به لو أيدوا * بالصالح المختار من غسان أنساهم المختار صدق ولائه * كم أول أربى عليه الثاني 25 وقضى شاعرنا الملك الصالح شهيدا يوم الاثنين تاسع عشر من شهر رمضان سنة ست وخمسين وخمسمائة ورثاه الفقيه عمارة اليمني بقصيدة أولها:
أفي أهل ذا النادي عليم أسائله؟! * فإني لما بي ذاهب اللب ذاهلة سمعت حديثا أحسد الصم عنده * ويذهل واعيه ويخرس قاتله فهل من جواب يستغيث به المنى * ويعلو على حق المصيبة باطله؟!؟!
وقد رابني من شاهد الحال إنني * أرى الدست منصوبا وما فيه كافله فهل غاب عنه واستناب سليله؟! * أم اختار هجرا لا يرجى تواصله؟! 5 فإني أرى فوق الوجوه كآبة * تدل على أن الوجوه ثواكله ويقول فيها:
دعوني فما هذا أوان بكائه * سيأتيكم طل البكاء ووابله ولا تنكروا حزني عليه فإنني * تقشع عني وابل كنت آمله ولم لا نبكيه ونندب فقده * وأولادنا أيتامه وأرامله؟!
فياليب شعري بعد حسن فعاله * وقد غاب عناما بنا الله فاعله 10 أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم * فيمكث أم تطوى ببين مراحله؟!