(ز) كلمة للبحاثة الكبير والكاتب القدير الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي البغدادي حول كتاب [الغدير] نشرتها مجلة الغري الغراء النجفية في عددها 17 من سنتها الثامنة ص 415 ونحن نذكرها مشفوعة بالشكر والتقدير للكاتب والناشر.
في أواخر الصيف المنصرم وردتني هدية ثمينة غالية من فضيلة العلامة الجليل والمحقق الفاضل الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي وهي الجزء الأول والثاني من كتابه النفيس القيم [الغدير] وكانت علة التأخير والتقصير عن إبداء رأيي في هذا الكتاب الفريد والإشادة بذكره في حينه هي استبداد المجلد في مطالعتهما واحتكاره والاستفادة من ثمراتهما الشهية، وبعد أن ارتوى المجلد عفى الله عنه من منهل الغدير العذب قدمه لي، ولكن شواغل الحياة ومتاعب المحاماة كل ذلك من الدواعي والأسباب أرغمتني إرغاما على أن أسرف في التقصير عن إنصاف كتاب [الغدير] النادر الطريف، إلا أن طمعي الكثير بحلم فضيلة المؤلف حفظه الله خير ضمان لعفوه الكريم وقد قيل: - والعذر عند كرام الناس مقبول - وقبل أن أسجل كلمتي في تقدير قيمة الكتاب العلمية، أتقدم بجزيل الشكر لفضيلة البحاثة النحرير مولف الكتاب على هديته وتحفته العجيبة، وعندي أن إهداء تحف العقول النيرة، وغرر القرائح المشرقة، وعرائس الأفكار الزاهرة، هي أثمن وأغلى من زف العرائس الأبكار، بل وأفضل من تقديم الجواهر والأعلاق من كرائم الأحجاز.
وبعد: فقد تصفحت الجزئين من كتاب " الغدير " ووقفت على ما دونه المؤلف ما من الموضوعات والمضامين، ثم فحصت ما جاء فيهما من البحوث الجليلة العلمية العميقة، والتدقيقات التاريخية المضنية، ومناقشة الأحاديث