جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١ - الصفحة ٣
واستشار فيها أصحاب رسول الله (ص) فأشار اليه عامتهم بذلك فلبث - 1 - عمر بن الخطاب شهرا يستخير الله تعالى في ذلك شاكا فيه ثم أصبح يوما وقد عزم الله تعالى له فقال انى كنت ذكرت لكم من كتابة السنن ما قد علمتم ثم تذكرت فإذا أناس من أهل الكتاب فبلكم قد كتبوا مع كتاب الله كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله وانى والله لا البس كتاب الله بشئ فترك كتابة السنن.
وقال ابن سعد في الطبقات انا قبيصة بن عقبة انا سفيان عن معمر عن الزهري قال أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يكتب السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح وقد عزم له فقال ذكرت قوما كتبوا كتابا فاقبلوا عليه وتركوا كتاب الله.
واخرج الهروي في ذم الكلام من طريق يحيى بن سعد عن عبد الله بن دينار قال: لم يكن الصحابة ولا التابعون يكتبون الحديث انما كانوا يؤدونها لفظا و يأخذونها حفظا الا كتاب الصدقات والشئ اليسير الذي يقف على الباحث بعد الاستقصاء حتى خيف عليه الدروس وأسرع في العلماء الموت فامر أمير المؤمنين - 2 -

(1) قوله نقلا عن عروة بن الزبير فلبث عمر شهرا يستخير الله تعالى في ذلك شاكا فيه الخ أقول ظاهر هذا التعليل انه رأى أن لا يكتب أحد سنن رسول الله (ص) لا في زمانه ولا فيما بعده للزوم المحذور المذكور فيها فهل كان بقاء السنن عند الناس ممكنا بعد مضى قرون بل وقرن واحد كلا ثم كلا مع أن كون سنن رسول الله (ص) احدى ما امر المسلمون بالاعتصام بها وعدم تعرض كتاب الله تعالى للمعارف والاحكام الأعلى سبيل الجملة واحتياج العلم بتفاصيلها إلى السنة النبوية (ص) وكونها معرضا للضياع والزوال مع عدم كتابتها كما ترى ان عمر بن عبد العزيز في أول القرن الثاني خاف دروس العلم وأمر أبا بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم بكتابتها والعجب ممن نسب ذلك إلى عزم الله تعالى له فلعله كانت العلة فيه امرا آخر لم ير مصلحة في إظهارها والا فهو اعقل من أن يخفى عليه حسن هذا الامر بل كونه من أهم الواجبات عقلا وشرعا.
(2) قوله نقلا عن الهروي فامر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أبا بكر الحزمي الخ أقول هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية وأمه بنت عاصم بن عمر بن الخطاب كان في أيام سليمان بن عبد الملك كالوزير له فلما مات سليمان ولى الامر في سنة تسع وتسعين ومات في رجب من سنة احدى ومائة وأبو بكر الحزمي هو أبو بكر بن محمد بن عمر بن حزم بن زيد الأنصاري البخاري ولى القضاء والامرة والموسم لسليمان وعمر بن عبد العزيز وكان له شئ من الحديث.
فظهر من كلام السيوطي ان امر عمر بن عبد العزيز أبا بكر بن حزم بكتابة السنن خوفا من دروس العلم كان في رأس المئة تقريبا وانه ذكره مالك والبخاري وأبو نعيم وابن عبد العزيز الهروي وغيرهم وقد ذكر أكثرهم انه كان فيما امره به كتابة حديث عمر بالخصوص من بين الصحابة.
(٣)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - باب فرض طلب العلم او الحجة فى الاحكام الشرعية وعدم جواز الافتاء والقضاء والعمل بغير علم ولاحجة 86
2 2 - باب حجية ظواهر الكتاب بعد الفحص عن المخصص أو المقيد او المبين أو المفسر أو الناسخ وعدم حجيتها قبله 104
3 3 - باب حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد الفحص 120
4 4 - باب حجية فتوى الائمة المعصومين عليهم السلام من العترة الطاهرة بعد الفحص 126
5 5 - باب حجية اخبار الثقات عن النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليهم السلام 219
6 6 - باب ما يعالج به تعارض الروايات من الجمع والترجيح وغيرهما 254
7 7 - باب عدم حجية القياس والرأي والاجتهاد وحرمة الافتاء والعمل بها فى الاحكام وأنه لايجوز تقليد من يفتى بها ويجب نقض الحكم المستند أليها وكذا لايجوز العمل بفتوى من لايرى حجية أقوال العترة ولا التحاكم اليه. 269
8 8 - باب حكم ما اذا لم توجد حجة على الحكم بعد الفحص فى الشبهة الوجوبية والتحريمية. 324
9 9 - باب أن من بلغه ثواب من الله تعالى على عمل فصنعه كان له أجره وأن لم يكن كما بلغه 340
10 10 - باب أشتراط التكليف بالعقل 342
11 11 - باب اشتراط التكليف بالبلوغ وبيان حده فى الغلام والجارية واستحباب تمرين الاطفال قبل ذلك 350
12 12 - باب وجوب النية فى العبادات الواجبة و أنه لا عمل الابها ووجوب الاخلاص فيها وفى نيتها وحرمة الرياء وبطلان العبادة المقصودة بها الرياء وجملة مما يتعلق بذلك 356
13 13 - باب علامة المرائي واستحباب العبادة فى السر وكراهة الاشتهار بها واستحباب تحسينها واتيانها علانية للترغيب فى الدين 376
14 14 - باب كراهة ذكر العبادة للغير مالم يرجو نفعه وعدم كراهة السرور باطلاع الغير على عمله اذا لم يكن العمل لذلك 384
15 15 - باب حكم الاعجاب بالعمل وبالنفس وما ورد فى ذمه وآثاره 386
16 16 - باب كراهة استكثار الخير واستحباب الاعتراف بالتقصير فى العبادة والحث عليها والجد والاجتهاد فيها مالم يوجب الكره والكسل و كراهة استقلال الخير وأن قل 398
17 17 - باب جواز السرور بالعبادة من دون العجب 419
18 18 - باب استحباب التعجيل فى أفعال الخير و كراهة تسويفها واستحباب المداومة عليها وان قلت 421
19 19 - باب اشتراط قبول الاعمال بولاية الائمة عليهم السلام واعتقاد أمامتهم 426
20 20 - باب دعائم الاسلام وأهم فرائضه 461