وجه يوثق بها ويؤمن من الخطأ فيها تحتاج مضافا إلى وثاقة الراوي إلى ضبطه لما يرويه ولا يكون ذلك غالبا الا بالكتابة ولصونها عن التشتت والمعرضية للضياع تصدى فضلاء المسلمين على اختلاف آرائهم وتفرق مسالكهم لكتابتها وجمعها وتدوين الكتب فيها وفى تمييز صحيحها من سقيمها وصنفوا في ذلك كتبا كثيرة مختلفة في ترتيبها ووضعها وعمدتهم فرقتان المنتسبون إلى السنة والجماعة والى الامامية الاثنى عشرية واما الناووسية والفطحية والواقفية فهم في الفقه موافقون للامامية والزيدية موافقون لأهل السنة والباقون شذاذ واما المنسوبون إلى السنة وهم الجمهور الأعظم من المسلمين فلم يدونوا في ذلك شيئا إلى منتصف القرن الثاني تقريبا من الهجرة النبوية وقد صنف جماعة من فضلاء ذلك العصر كتبا فيما ورد من سنه (ص) وكان المشار اليه بينهم مما صنف في ذلك الزمان موطأ مالك بن انس - 1 - بن مالك ابن أبي عامر الأصبحي المدني امام المالكية المتولد في سنة ثلث وتسعين والمتوفى سنة سبع وسبعين ومائة وذكر جماعة كثيرة من حفاظهم ان المنشأ في تأخيرهم هو منع عمر بن الخطاب من ذلك وعدم اذنه الذي كان كالمنع قال السيوطي في كتاب تنوير الحوالك وهو شرحه على موطأ مالك (الفائدة الثانية) اخرج الهروي في كتاب ذم الكلام من طريق الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن
(٢)