تدوينه وكتابه إلى زمان عمر بن عبد العزيز لما رأى موت العلماء وخاف دروس العلم امر أبا بكر بن حزم بكتابتها وجمعها ولكنه مات قبل أن يتم من ذلك شئ في رأس المئة الثانية فلم يوجد عندهم مجموعة في السنن إلى منتصف القرن الثاني ثم بعد تصنيف الموطأ صنف أحمد بن محمد بن حنبل امام الحنابلة المتولد في سنة أربع وستين ومأة والمتوفى في سنة احدى وأربعين ومأتين في أوائل القرن الثالث مسنده وصنف بعده أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي المتولد في سنة أربع وتسعين ومأة والمتوفى في سنة ست وخمسين ومأتين وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري المتولد في سنة أربع ومأتين والمتوفى في سنة احدى وستين ومأتين وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى في سنة خمس وسبعين ومأتين عن ثلث وسبعين سنة وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفى سنة تسع وسبعين ومأتين وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة ثلث وثلاث مئة عن ثمان أو تسع وثمانين سنة وأبو عبد الله محمد بن اليزيد القزويني المعروف بابن ماجة المتوفى سنة ثلث وسبعين ومأتين كتبهم الستة التي صارت مراجع لمن بعدهم في أصول المعارف والفروع والتفسير وتاريخ صدر الاسلام وغيرها وشاع بينهم التعبير منها بالصحاح الستة وربما يعبرون عن كتابي البخاري ومسلم بالصحيحين وعن الباقي بالسنن الأربع.
واما الشيعة الإمامية، فإنهم رووا بأسانيد كثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ان عندهم كتابا مدونا باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي بن أبي طالب عليه السلام وفيه جميع سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وما أمر الله بتبليغه إلى أمته من المعارف الإلهية والاحكام الدينية وقد اذكر شرذمة منها ايضاحا للمطلب.
(1) ينابيع المودة - 20 - اخرج الحموئي بسنده عن الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي اكتب ما املى عليك قلت يا رسول الله أتخاف على النسيان قال لا وقد دعوت الله عز وجل ان يجعلك حافظا ولكن اكتب لشركائك الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيب وبهم