ابن داود انا أحمد بن يحيى ثعلب حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك بن انس قال أول من دون العلم ابن شهاب قال الحافظ ابن حجر في المقدمة اعلم أن آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تابعيهم مدونة في الجوامع ولا مرتبة لامرين أحدهما انهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك - 1 - كما ثبت في صحيح مسلم خشية ان يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم والثاني - 2 - سعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولان أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الاخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الاقدار.
فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح وسعد ابن أبي عروبة وغيرهما فكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى أن قام كبار اهل الطبقة الثالثة في منتصف القرن الثاني فدنوا الاحكام فصنف الامام مالك الموطأ وتوخى في القوى من حديث اهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم وصنف ابن جريح بمكة والأوزاعي بالشام وسفيان الثوري بالكوفة وحماد بن سلمة بالبصرة وهشيم بواسط