الآخر فعلي بن الحسين عليهما السلام، أعطي فهم الأول وحكمته (1) وبصره ووده ودينه [ومحنته] (2)، ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلم إلا بعد [موت] هارون بأربع سنين.
ثم قال [لي]: يا يزيد فإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك، وسيعلمك أنك [قد] (3) لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية (4) جارية رسول الله صلى الله عليه وآله [أم إبراهيم] (5)، فإن قدرت ان تبلغها مني السلام فافعل ذلك (6).
قلت: وكفى في جلالة هذه المعظمة الجليلة ما في هذا الخبر المعتبر من أمر موسى بن جعفر عليهما السلام يزيد بن سليط أن يبلغها مني السلام كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر جابر بن عبد الله أن يبلغ أبا جعفر الباقر عليه السلام سلامه - وسيأتي خبر عن عيون المعجزات فيه ما يدل على فضلها -.
روى ابن شهرآشوب عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا عليه السلام فقال [لي] (7): يا حكيمة احضري ولادتها واد خلني وإياها والقابلة بيتا.
ووضع لنا مصباحا وأغلق الباب علينا، فلما أخذها الطلق طفئ المصباح، وبين يديها طست وأغتمت بطفء المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست وإذا عليه شئ ر قيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء.