وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا، واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل سعة منهجا (1) إنك أرحم الراحمين، وصلى الله عليه محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين (2).
5 - مهج الدعوات: ومن ذلك عوذة علي بن موسى الرضا عليه السلام التي تعوذ بها لما القي في بركة السباع وجدت ما هذا لفظه: قال الفضل بن الربيع: لما اصطبح الرشيد يوما ثم استدعا حاجبه، فقال له: امض إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس، وألقه في بركة السباع، فما زلت ألطف به وأرفق، ولا يزداد إلا غضبا وقال: والله لئن لم تلقه إلى السباع لألقينك عوضه.
قال: فمضيت إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام [فدخلت عليه] فقلت له:
إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وبكذا، قال: افعل ما أمرت به، فاني مستعين بالله تعالى عليه، وأقبل بهذه العوذة وهو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة، ففتحت بابها وأدخلته فيها، وفيها أربعون سبعا، وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي، وعدت إلى موضعي.
فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي: إن أمير المؤمنين يدعوك، فصرت إليه فقال: لعلى أخطأت البارحة أو أتيت منكرا فاني رأيت البارحة مناما هالني وذاك أنى رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي، وبأيديهم ساير السلاح، وفي وسطهم رجل كأنه القمر، ودخل إلى قلبي هيبته، فقال لي قائل: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى أبنائه، فتقدمت إليه لاقبل قدميه فصرفني عنه، وقال: " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؟ " (3) ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك.
.