ومجددا لما عطل من أحكام كتابك، ومشيدا لما درس من أعلام دينك وسنن نبيك صلى الله عليه وعلى آله، واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين.
اللهم وسر نبيك محمدا صلى الله عليه وآله الطاهرين برؤيته، ومن تبعه على دعوته وارحم استكانتنا من بعده، اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره، وعجل اللهم لنا ظهوره، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يا أرحم الراحمين.
26 - من أصل قديم من مؤلف قدماء الأصحاب: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري، عن محمد بن عبد الله بن مهران عن أبيه، عن جده أن أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام دفع إلى جعفر بن محمد بن الأشعث كتابا فيه دعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله فدفعه جعفر بن محمد بن الأشعث إلى ابنه مهران، فكانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله الذي فيه:
اللهم إن محمدا صلى الله عليه وآله كما وصفته في كتابك، حيث قلت وقولك الحق " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " فأشهد أنه كذلك، وأشهد أنك لم تأمرنا بالصلاة عليه إلا بعد أن صليت عليه أنت وملائكتك فأنزلت في فرقانك الحكيم " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " لا لحاجة به إلى صلاة أحد من الخلق عليه بعد صلواتك ولا إلى تزكية له بعد تزكيتك، بل الخلق جميعا كلهم المحتاجون إلى ذلك إلا أنك جعلته بابك الذي لا تقبل إلا ممن أتاك منه، وجعلت الصلاة عليه قربة منك ووسيلة إليك، وزلفة عندك، ودللت عليه المؤمنين، وأمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا بذلك كرامة عليك، ووكلت بالمصلين عليه ملائكة يصلون عليهم، ويبلغونه صلاتهم عليه وتسليمهم.
اللهم رب محمد فاني أسئلك بحق محمد أن ينطلق لساني من الصلوات عليه بما تحب وترضى وبما لم ينطلق به لسان أحد من خلقك. ولم تعلمه إياه ثم تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته من محل قدسك وجنات فردوسك، ولا تفرق بيني وبينه.