وهو قائم يصلي فجلست حتى قضى صلاته، وأقبل إلي وتبسم وقال: عرفت لما ذا حضرت أمهلني حتى أصلي ركعتين.
قال: فأمهلته فقام وتوضأ فاسبغ الوضوء، وصلى ركعتين وأتم الصلاة بحسن ركوعها وسجودها، وقرأ خلف صلاته بهذا الحرز فاندرس وساخ في مكانه فلا أدري أأرض ابتلعته أم السماء اختطفته، فذهبت إلى هارون وقصصت عليه القصة قال: فبكى هارون الرشيد ثم قال: قد أجاره الله مني.
وروي عنه عليه السلام أنه قال: من قرأه كل يوم بنية خالصة، وطوية صادقة صانه الله عن كل محذور وآفة، وإن كانت به محنة خلصه الله منها، وكفاه شرها ومن لم يحسن القراءة فليمسكه مع نفسه متبركا به حتى ينفعه الله به، ويكفيه المحذور والمخوف، إنه ولي ذلك والقادر عليه الدعاء:
بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر وأعلى وأجل مما أخاف وأحذر وأستجير بالله - يقولها ثلاث مرات - عز جار الله، وجل ثناء الله، ولا إله إلا الله، وحده لا شريك له وصلى الله على محمد وآله. اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام واغفر لي بقدرتك، فأنت رجائي رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري، فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا، فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، يا ذا النعم التي لا تحصى عددا، صل على محمد وآل محمد، اللهم بك أدفع وأدرء في نحره، وأستعيذ بك من شره.
اللهم أعني على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه (1) المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك (2) إنك وهاب، أسئلك فرجا