بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٦ - الصفحة ٣٠٤
التعليم، فلم لا يجوز أن يكون العمل به منهيا عنه وأما تعليمه لغرض التنبيه على فساده فإنه يكون مأمورا به.
المسألة الثانية: قرأ الحسن " الملكين " بكسر اللام، وهو مروي أيضا عن الضحاك وابن عباس. ثم اختلقوا، فقال الحسن: كانا عجلين أقلفين ببابل يعلمان الناس السحر، وقيل: كانا رجلين صالحين من الملوك، والقراءة المشهورة بفتح اللام، وهما كانا ملكين نزلا من السماء، وهاروت وماروت اسمان لهما. ثم قيل: هما جبرئيل وميكائيل عليهما السلام، وقيل: غيرهما، أما الذين كسروا اللام فقد احتجوا بوجوه:
أحدها أنه لا يليق بالملائكة تعليم السحر. وثانيها كيف يجوز إنزال الملكين مع قوله " ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون " وثالثها لو أنزل الملكين لكان إما أن يجعلهما في صورة رجلين أولا يجعلهما كذلك، فإن جعلهما في صورة رجلين مع أنهما ليسا برجلين كان ذلك تجهيلا وتلبيسا وهو غير جائز، ولو جاز ذلك فلم لا يجوز أن يكون كل واحد من الناس الذين نشاهدهم لا يكون في الحقيقة إنسانا بل ملكا من الملائكة!
وإن لم يجعلهما في صورة الرجلين قدح ذلك في قوله تعالى " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " والجواب عن الأول أنا سنبين وجه الحكمة وإنزال الملائكة لتعليم السحر وعن الثاني أن هذه الآية عامة، وقراءة الملكين بفتح اللام متواترة وخاصة، و الخاص يقدم على العام. وعن الثالث أن الله تعالى ينزلهما في صورة رجلين، وكان الواجب على المكلفين في زمان الأنبياء أن لا يقطعوا على من صورته صورة الانسان بكونه إنسانا، كما أن في زمان الرسول صلى الله عليه وآله كان الواجب على من شاهد دحية الكلي أن لا يقطع بكونه من البشر، بل الواجب التوقف فيه.
المسألة الثالثة: إذا قلنا بأنهما كانا من الملائكة فقد اختلفوا في سبب نزولهما، فروي عن ابن عباس أن الملائكة لما قالت " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فأجابهم الله تعالى بقوله " إني أعلم مالا تعلمون " ثم إن الله وكل عليهم جمعا من الملائكة وهم الكرام الكاتبون فكانوا يعرجون بأعمالهم الخبيثة فعجبت الملائكة منهم، ومن تبقية الله إياهم مع ما يظهر منهم من القبائح، ثم أضافوا إليها
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع عشر * الأيام والساعات والليل والنهار 1
3 في ساعات الليل والنهار 1
4 العلة التي من أجلها سمي الليل ليلا، والنهي عن سب الرياح والجبال... 2
5 أسامي ساعات الليل والنهار 7
6 فوائد جليلة في أن اليوم نوعان: حقيقي ووسطي 9
7 في أن الليل مقدم على النهار 16
8 * الباب الخامس عشر * ما روى في سعادة أيام الأسبوع ونحوستها 18
9 في أن الأيام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الأئمة عليهم السلام 21
10 * الباب السادس عشر * ما ورد في خصوص يوم الجمعة 31
11 * الباب السابع عشر * ما ورد في يوم السبت ويوم الأحد 35
12 * الباب الثامن عشر * ما ورد في يوم الاثنين ويوم الثلاثاء 37
13 * الباب التاسع عشر * ما ورد في يوم الأربعاء 41
14 * الباب العشرون * ما ورد في يوم الخميس 47
15 بيان وشرح وتوضيح وتأييد فيما ورد في الأسبوع 49
16 * الباب الحادي والعشرون * سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها وما يصلح في كل يوم منها من الاعمال 54
17 في سعادة أيام الشهر ونحوستها 56
18 * الباب الثاني والعشرون * يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم ونحوستها وبعض النوادر 91
19 فيما رواه معلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام في النيروز 91
20 أسماء أيام شهور الفرس 93
21 في جلوس الإمام الكاظم عليه السلام في يوم النيروز، وفي الذيل بحث 100
22 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام 105
23 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام برواية أخرى 107
24 قصة أصحاب الرس 109
25 فوائد مهمة جليلة 113
26 بحث حول النيروز 116
27 في مبدء السنة 120
28 * أبواب الملائكة * * الباب الثالث والعشرون * حقيقة الملائكة وصفاتهم وشؤونهم وأطوارهم 144
29 تفسير الآيات 148
30 جواب لمن قال: ما الفائدة في جعل الملائكة موكلين علينا 152
31 جواب لمن قال: ما الفائدة في كتب أعمال العباد 154
32 في أن الموجودات على ثلاثة أقسام 157
33 في وجود الملائكة وماهية الملائكة 202
34 في أوصاف الملائكة 207
35 فيما قاله الشيخ المفيد (ره) في سماع الأئمة (ع)، ورؤية المحتضر الملائكة... 211
36 في دعاء مولانا السجاد (ع) في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب،... 216
37 في ملائكة الروحانيون 225
38 في ملك الموت وأعوانه 232
39 في عدد المخلوقات 241
40 * الباب الرابع والعشرون * في وصف الملائكة المقربين عليهم السلام 245
41 في تفسير الآيات، وفي روح الأمين 245
42 في أن الله تعالى بعث أربعة املاك في إهلاك قوم لوط 256
43 في أن ملك الموت وكل ملكا بقبض أرواح الآدميين، وملكا في الجن، وملكا في الشياطين، وملكا في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل 264
44 * الباب الخامس والعشرون * عصمة الملائكة وقصة هاروت وماروت وفيه ذكر حقيقة السحر وأنواعه 265
45 تفسير قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين "... 267
46 في بيان السحر، وانه على أقسام سحر الكلدانيين والكذابين... 278
47 في أن تعلم السحر ليس بقبيح، وأن الساحر هل يكفر أم لا 299
48 * أبواب * * العناصر وكائنات الجو (البحر) والمعادن * * والجبال والأنهار والبلدان والأقاليم * * الباب السادس والعشرون * النار وأقسامها 327
49 * الباب السابع والعشرون * الهواء وطبقاته وما يحدث فيه من الصبح والشفق وغيرهما 333
50 في أن في الهواء سكان، وقصة مولانا الإمام الجواد عليه السلام والمأمون 338
51 * الباب الثامن والعشرون * السحاب والمطر والشهاب والبروق والصواعق والقوس وسائر ما يحدث في الجو 344
52 تفسير الآيات، ومعنى قوله عز وجل: " إن في خلق السماوات والأرض " 348
53 معنى قوله تعالى: " أنزل من السماء ماء " 351
54 النهي عن تسمية قوس الله بقوس قزح 377
55 فيما قاله الفلاسفة في العناصر، وبحث حول الأرض والمطر والسحاب 388
56 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى في الرعد والبرق والغيم 398