شهرآشوب بتاسع شهر صفر سنة تسع وثلاثين (1) ولا يوافق أول فروردينهم لكونه في السنة المزبورة قبله في أواسط المحرم أو بعده في أواسط شوال على اختلاف الاعتبارين كما مر، ولا أول الربيع لكونه فيها بعده في أواخر شوال، ولا يجري فيه شئ من التوجيهين.
قلنا: سنة الفتح المذكور مضبوطة عند جمهور المؤرخين بما ذكر أو بثمان وثلاثين، وأما شهره ويومه فهم ساكتون عنهما، فلا اعتماد في مثل ذلك على نقل واحد منهم.
الفائدة الرابعة: قال أبو ريحان في الكتاب المذكور: قال بعض الحشوية:
إن سليمان بن داود عليهما السلام لما افتقد خاتمه وذهب عنه ملكه ثم رد إليه بعد أربعين يوما عاد إليه بهاؤه وأتته الملوك، وعكفت عليه الطيور، فقالت الفرس " نوروز آمد " أي جاء اليوم الجديد، فسمي النوروز. وأمر سليمان الريح فحملته واستقبله الخطاف، فقال: أيها الملك! إن لي عشا فيه بيضات فاعدل، فعدل ولما نزل حمل الخطاف في منقاره ماء فرشه بين يديه وأهدى له رجل جرادة، فذلك سبب رش الماء والهدايا في النيروز. وقالت علماء العجم: هو يوم مختار، لأنه سمي بهرمز، وهو اسم الله عز وجل الخالق الصانع المربي للدنيا وأهلها الذي لا يقدر الواصفون على وصف جزء من أجزاء نعمه وإحسانه.
وقال سعيد بن الفضل: جبل دماوند وهو بفارس ترى عليه كل ليلة نوروز بروق تسطع وتلمع على صحو الهواء وتغيمه على كل حال من الزمان، وأعجب من هذا نيران " كلواذا " وإن كان القلب لا يطمئن إليها دون مشاهدتها، فقد أخبرني أبو الفرج الزنجاني الحاسب أنه شاهد ذلك مع جماعة قصدوا " كلواذا " سنة دخول عضد الدولة بغداد، وإذا بها نيران وشموع لا تحصى كثرة تظهر في الجانب الغربي من دجلة بإزاء كلواذا في الليلة التي يكون في صبيحتها النوروز فإن السلطان وضع هناك رصدة يتجسسون الحقيقة كيلا يكون ذلك من المجوس