يزدجرد كما عرفت.
ورابعا: بأن ما استدل أولا على ما اختاره من التفاسير الستة وهو كونه يوم نزول الشمس برج الحمل بأنه أعرف بين الناس إلى آخره دعوى بينة البطلان عند أهل الخبرة بالحساب والتواريخ، فإن كون نيروز الفرس دائرا في الفصول سيما من زمان النبي صلى الله عليه وآله إلى زمان ملكشاه أمر لم يسمع خلافه من أحد منهم بل صرح في شروح التذكرة وغيرها بأن الروم والفرس كانوا لم يلاحظوا في مبدأ سنيهم موضع الشمس، وأن جعل الاعتدال الربيعي مبدأ السنة مخصوص بالتاريخ الملكي ولا يوافقه شئ من التواريخ المشهورة، فكيف يمكن أن يجعل مثل ذلك مناطا للأحكام الشرعية الثابتة قبل زمان ملكشاه بقريب من خمسمائة سنة؟ و أن ما ذكره من انصراف اللفظ عند فقدان العرف الشرعي إلى لغة العرب مسلم ولكن أين إطلاق لفظ النيروز عند العرب على أول يوم نزول الشمس برج الحمل؟
بل إن بعض أهل اللغة فسره على طبق ما في الرواية بأول سنة الفرس اعتمادا على الشهرة، وبعضهم كأحمد ابن محمد الميداني وهو من أقدمهم وأتقنهم لم يكتف به بل صرح في كتابه المسمى بالسامي في الأسامي بعد ذكر أسامي شهور الفرس وأيامهم المشهورة بترجمة النيروز ب " نخست روز أز فروردين ماه " ثم إن أغمضنا عن مثل تلك الحقيقة والتجأنا إلى حمله على العرف فلا شك لمن تتبع من مظانه أن العرف فيه لم يكن متعددا في زمان الخطاب، بل إنما تجدد بعده بدهور طويلة، فسمى ملكشاه يوم نزول الشمس برج الحمل بالنوروز السلطاني، وخوارزم شاه يوم نزولها الدرجة التاسعة عشر منه وهي شرفها عند المنجمين بالنوروز الخوارزم شاهي وآخر يوما آخر بالنوروز المعتضدي وهكذا، وإنكار الحدوث في الأول منها بل دعوى التقدم على الاسلام والاغماض عن تقييده تارة بالسلطاني وتارة بالجلالي وتارة بالملكي نسبة إلى كل من ألقاب السلطان جلال الدين ملكشاه كما هو مضبوط في الدفاتر والتقاويم ومحفوظ في مدونات أهل الهيئة والتنجيم مما يقضي منه العجب.
فان قيل: لعل دعوى التقدم على الاسلام مبنية على ما اشتهر أن مبدأ