قائما يسبح الله تعالى، وقيل: يغشيها من النور والبهاء والحسن والصفاء الذي يروق الابصار ما ليس لوصفه منتهى عن الحسن، وقيل: يغشيها فراش من ذهب عن ابن عباس ومجاهد، وكأنها ملائكة على صورة الفراش يعبدون الله تعالى والمعنى أنه رأى جبرئيل على صورته في الحال التي يغشى فيها السدرة من أمر الله ومن العجائب المنبهة على كمال قدرة الله تعالى ما يغشيها، وإنما أبهم الامر فيما يغشى لتعظيم ذلك وتفخيمه (1).
(إن كتاب الفجار لفي سجين) يعنى: كتابهم الذي فيه تثبت أعمالهم من الفجور والمعاصي عن الحسن، وقيل: معناه أنه كتب في كتابهم أنهم يكونون في سجين، وهي في الأرض السابعة السفلى عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وضحاك وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سجين أسفل سبع أرضين، وقال شمر بن عطية: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: أخبرني عن قول الله تعالى (إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين وهو موضع جند إبليس، والمعنى في الآية أن كتاب عملهم يوضع هناك. وقيل: إن سجين جب في جهنم مفتوح والفلق جب في جنهم مغطى، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل: إن السجين اسم كتابهم وهو ظاهر التلاوة أي ما كتبه الله على الكفار بمعنى أوجبه عليهم من الجزاء في هذا الكتاب المسمى سجينا، ويكون لفظه من السجن الذي هو الشدة عن أبي مسلم (2).
وقال: (لفي عليين) أي مراتب عالية محفوفة بالجلالة، وقيل: في السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين، وقيل: في سدرة المنتهي التي إليها ينتهي كل شئ من أمر الله تعالى، وقيل: عليون الجنة عن ابن عباس، وقال الفراء: في ارتفاع