بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٥ - الصفحة ٢٣٩
ابنك طلع بمولده نجم من نجوم الملك، فنظرنا فيه فإذا ملكه ملك نبوة لا يزول عنه ولا يفارقه حتى يرفعه إلى السماء فيجاور ربه عز وجل ما كانت الدنيا مكانها ثم يصير إلى ملك هو أطول وأبقى مما كان فيه، فخرجنا من قبل المشرق حتى رفعنا إلى هذا المكان فوجدنا النجم متطلعا عليه من فوقه، فبذلك عرفنا موضعه وقد أهدينا له هدية جعلناها له قربانا لم يقرب مثله لاحد قط، وذلك أنا وجدنا هذا القربان يشبه أمره، وهو الذهب والمر واللبان، لان الذهب سيد المتاع كله وكذلك ابنك هو سيد الناس ما كان حيا، ولان المر جبار الجراحات والجنون والعاهات كلها، ولان اللبان يبلغ دخانه السماء ولن يبلغها دخان شئ غيره، و كذلك ابنك يرفعه الله عز وجل إلى السماء وليس يرفع من أهل زمانه غيره.
20 - ووجدت في كتاب دلائل النبوة جمع أبي القاسم الحسين بن محمد السكوني روى عن محمد بن علي بن الحسين، عن الحسن بن عبد الله بن غانم، عن هناد، عن يونس، عن أبي إسحاق، عن صالح بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن أسعد، عن ابن مسيب (1) عن حسان بن ثابت، قال: إني والله لغلام يفعاء ابن سبع أو ثمان سنين أعقل كل ما سمعت إذا سمعت يهوديا وهو على أكمة يثرب يصرخ: يا معشر اليهود فلما اجتمعوا قالوا: ويلك مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يبعث به الليلة.
ووجدت كتابا عندنا الآن اسمه كتاب (اليد الصيني) عمله (كشينا) ملك الهند يذكر فيه تفصيل دلالة النجوم على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله (2).

(١) هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي: قال النووي في تهذيب الأسماء (١، ٢١٩) وأبوه المسيب وجده حزن صحابيان أسلما يوم فتح مكة (انتهى) ذكر في تراجم العامة مقرونا بالثناء والمدح، لكن الخاصة اختلفوا فيه، فروى الكشي عن الكاظم عليه السلام انه من حواري السجاد، وروى الكليني (الكافي: ج ١، ص 472) عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليه السلام لكن اشتهر عنه انه رغب عن الصلاة على جنازة على ابن الحسين عليه السلام وان له فتاوى مخالفة لمذهب أهل البيت، لكن من الممكن ان ذلك منه كان للتقية والله العالم.
(2) انتهى كلام السيد رحمه الله.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست